الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ } * { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَٰنَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ ٱللَّهُ أَضْغَانَهُمْ } * { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } * { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ }

قوله: { سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ ٱلأَمْرِ } أي في بعض ما تأمروننا به، كالقعود عن الجهاد، وتثبيط المسلمين عنه، ونحو ذلك، لا في كله، لأنهم لا يوافقونهم في إظهار الكفر. قوله: (وبكسرها) أي وهما قراءتان سبعيتان. قوله: { فَكَيْفَ } خبر لمحذوف قدره بقوله: (حالهم). قوله: { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } أي فملائكة العذاب تأتيهم عند قبض أرواحهم بمقامع من حديد، يضربون بها وجوههم وأدبارهم. قوله: (على الحال المذكورة) أي وهي التوفي مع ضرب الوجوه والأدبار. قوله: { بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ } الخ، راجع لضرب الوجوه، وقوله: { } راجع لضرب الأدبار. قوله: { مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ } أي من الكفر وغيره. قوله: (بما يرضيه) أي من الإيمان وغيره من الطاعات.

قوله: { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ } الخ، أي وهم المنافقون المتقدم ذكرهم. قوله: (أحقادهم) جمع حقد وهو الانطواء على العداوة والبغضاء. قوله: (عرفناكهم) أي فالإرادة علمية لا بصرية. قوله: (وكررت اللام) أي في قوله: { فَلَعَرَفْتَهُم } للتأكيد، والمعنى: لو أردنا لدللناك على المنافقين فعرفتهم بسيماهم، ورد عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان منكم منافقين، فمن سميته فليقم، ثم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان منكم منافقين، فمن سميته فليقم، ثم قال: قم يا فلان، قم يا فلان: حتى ستة وثلاثين. قوله: { فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } اللحن يقال على معنيين: أحدهما صرف الكلام عم الإعراب إلى الخطأ، والثاني الكناية بالكلام، بحيث يكون للكلام ظاهر وباطن، فيكون ظاهره تعظيماً، وباطنه تحقيراً، وهو المراد هنا، ومعنى الآية: وإنك يا محمد، لتعرفن المنافقين فيما يعرضونه بك من القول، الذي ظاهره إيمان وإسلام، وباطنه كفر وسب. قوله: (بما فيه تهجين أمر المسلمين) التهجين التقبيح والتعييب، فكانوا يصطلحون فيما بينهم على ألفاظ يخاطبون بها الرسول، ظاهرها حسن، ويعنون بها القبيح، كقولهم: راهنا، وتقدم الكلام على ذلك في سورة البقرة.

قوله: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ } أي فيجازيهم بحسب قصدكم، ففيه وعد ووعيد. قوله: (بالجهاد وغيره) أي من سائر المشاق كما قال تعالى:وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ } [البقرة: 155] الآية. قوله: (علم ظهور) أي علماً يشاهده خلقنا، مطابقاً لما هو في علمنا الأزلي، أي فتظهر سرائرهم بين عبادنا. قوله: (في ثلاثتها) وفي نسخة (في الأفعال الثلاثة) وهي لنبلوكم ونعلم ونبلو، وهما قراءتان سبعيتان. قوله: (طريق الحق) أي وهو دين الإسلام. قوله: (خالفوه) أي خرجوا عن طاعته.