الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }

قوله: { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ } مرتب على ما قبله، كأنه قال: إذا علمت أنه لا ينفع التذكر إذا حضرت الساعة، فدم على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية، فإنه النافع يوم القيامة، وعبر بالعلم إشارة إلى أن غيره لا يكفي في التوحيد، كالظن والشك والوهم؛ واعلم أن العلم مراتب: الأولى: العلم بالدليل ولو جملياً، ويسمى علم يقين، وهذا هو المطلوب في التوحيد الذي يخرج به المكلف من ورطة التقليد، وهو الجزم من غير دليل وفيه خلاف. الثانية: العلم مع مراقبة الله، ويسمى عين يقين. الثالثة: العلم مع المشاهدة، ويسمى حق يقين؛ وفي هذه المراتب فليتنافس المتنافسون. قوله: (أي دم يا محمد) الخ، أي فالخطاب له صلى الله عليه وسلم، بل ولكل مؤمن، وقوله: (على علمك بذلك) أي بأن لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله. قوله: (النافع في القيامة) أي لما ورد: " من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة " قوله: (لتستن به أمته) أي تقتدي به، وهذا أحد أوجه في تأويل الآية وهو أحسنها، وقيل معناه: اسأل الله العصمة من الذنوب، ومن المعلوم أن دعاءه مستجاب، ففي استغفاره تحدث بنعمة الله عليه، وهي عصمته من الذنوب، وتعليم الأمة أن يقتدوا به، وقيل: المراد بذنبه خلاف الأولى، مثل ما وقع منه في أسارى بدر، وفي إذنه للمنافقين بالتخلف عن الجهاد، فهو ذنب بحسب مقامه ورتبته، وقيل المراد بذنبه ذنب أهل بيته ففي هذه الآية بشرى للأمة حيث أمر صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لذنوبهم وهو الشفيع المجاب فيهم. قوله: (وقد فعله) أي الاستغفار لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات، ورد في الحديث: " إنه ليغان على قلبي، حتى استغفر الله في اليوم مائة مرة ". " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة " وفي رواية أكثر من ذلك، قوله في الحديث: " إنه ليغان على قلبي " الغين التغطية والستر، ويسمى به الغيم الرقيق الذي يغشى السماء، والمراد به أنوار تغشى قلبه صلى الله عليه وسلم، وسبب استغفاره منها، أنه صلى الله عليه وسلم دائما يترقى في الكمالات، فكلما ارتقى إلى مقام، رأى أن الذي فيه بالنسبة للذي ارتقى إليه ذنباً، فيستغفر الله منه.

قوله: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } أشار المفسر إلى أن معنى { مُتَقَلَّبَكُمْ } متصرفكم لاشتغالكم بالنهار، ومعنى { مَثْوَاكُمْ } مأواكم إلى مضاجعكم بالليل، وهو أحد تفاسير في هذه الآية، وقيل: { مُتَقَلَّبَكُمْ } من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات وبكونهنن و { مَثْوَاكُمْ } في الدنيا وفي القبور، وقيل: { مُتَقَلَّبَكُمْ } في الدنيا، { وَمَثْوَاكُمْ } مصيركم في الآخرة إلى الجنة والنار.

السابقالتالي
2