الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ }

قوله: { وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } أي اذكر يا محمد لقومك قصة صرفنا إليك نفراً من الجن، ليعتبروا بأن رسالتك عامة، للإنس والجن والملائكة وجميع الخلق، لكن إرساله للإنس والجن إرسال تكليف إجماعاً، وإرساله للملائكة قبل إرسال تكليف بما يليق بهم، وقيل إرسال تشريف، وارساله لما عداهم من الحيوانات الغير العاقلة والجمادات ارسال تشريف ورحمة. قوله: { نَفَراً } النفر بفتحتين، والنفر والنفير من ثلاثة رجال إلى عشرة. قوله: (نصيبين) أي وهي قرية باليمنز قوله: (أو جن نينوى) بنون مكسورة فياء ساكنة، فنون مضمومة أو مفتوحة، فواو فألف مقصورة، هي قرية يونس عليه السلام قرب الموصل. قوله: (وكان ببطن نخل) الصواب أن يقول: وكان ببطن نخلة لأنه هو الذي في طريق الطائف، وأما بطن نخل، فهو المكان الذي صلى فيه صلاة الخوف، وهو على مرحلتين من المدينة. قوله: (يصلي بأصحابه الفجر) فيه شيء، إذ لم يثبت أنه كان معه من الصحابة إلا زيد بن حارثة، وهذه الواقعة كانت قبل فرض الصلوات، فالصواب أن يقول: كان يصلي في جوف الليل، وعبارة المواهب: ثم خرج عليه السلام إلى الطائف، وأما بطن نخل، فهو المكان الذي صلى فيه صلاة الخوف، وهو على مرحلتين من المدينة. قوله: (يصلي بأصحابه الفجر) فيه شيء، إذ لم يثبت أنه كان معه من الصحابة إلا زيد بن حارثة، وهذه الواقعة كانت قبل فرض الصلوات، فالصواب أن يقول: كان يصلي في جوف الليل، وعبارة المواهب: ثم خرج عليه السلام إلى الطائف، بعد موت خديجة بثلاثة أشهر، في ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة، لما ناله من قريش بعد موت أبي طالب، وكان معه زيد بن حارثة، فأقام به شهراً يدعو أشراف ثقيف إلى الله تعالى، فلم يجيبوه وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه، ولما انصرف عليه السلام عن أهل الطائف راجعاً إلى مكة، نزل نخلة وهو موضع على ليلة من مكة، صرف إليه سبعة من جن نصيبين، وكان عليه السلام قد قام في جوف الليل يصلي الخ. واعلم أن العلماء ذكروا في سبب هذه الواقعة قولين: أحدهما: أن الجن كانت تسترق السمع، فلما رجموا ومنعوا من السماء حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: ما هذا إلا شيء حدث في الأرض، فذهبوا فيها يطلبون السبب، وكان قد اتفق أن النبي صلى الله عليه وسلم لما آيس من أهل مكة، خرج إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فانصرف راجعاً إلى مكة، فقام ببطن نخل يقرأ القرآن، فمر به نفر من جن نصيبين، كان إبليس قد بعثهم يطلبون السبب الذي أوجب حراسة السماء بالرجم بالشهب، فسمعوا القرآن فعرفوا أن ذلك هو السبب، وعليه فلم يكن اجتماعه بالجن مقصوداً للإرسال.

السابقالتالي
2 3