الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأْصْبَحُواْ لاَ يُرَىٰ إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْقَوْمَ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَلَقَدْ مَكَّنَاهُمْ فِيمَآ إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُمْ مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَحَاقَ بِهم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِّنَ ٱلْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا ٱلآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { فَلَوْلاَ نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرْبَاناً آلِهَةَ بَلْ ضَلُّواْ عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله: { وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ } أي في النسب لا في الدين، لأن هوداً هو وقومه ينتسبون لعاد. قوله: (هو هود) أي ابن عبد الله بن رباح، وتقدم ذكره تفصيلاً في سورة هود. قوله: (بدل اشتمال) أي فالمقصود ذكر قصته مع قومه للاعتبار بها. قوله: { بِٱلأَحْقَافِ } حال من { قَوْمَهُ } أي أنذهم، والحال أنهم مقيمون بالأحقاف. قوله: (واد باليمن) أي فهو على الوادي لا جمع، وقوله: (ومنازلهم) تفسير آخر، وعليه فهو جمع حقف وهو الرمل المستطيل، وتقدم القولان في أول السورة، وقيل: إن الأحقاف جبل بالشام.

قوله: { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } الواو اعتراضية، والخلو بالنسبة لزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتى بهذه الجملة لبيان أن إنذار هود لعاد وقع وثله للرسل المتقدمين عليه والمتأخرين عنه، فلم يكن مختصاً بهود، ويحتمل أن معنى قوله: { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } الخ، أي مضى لك ذكرهم في القرآن مراراً، فلا حاجة للإعادة، فهو ذكر لباقي القصص إجمالاً، نظير قوله تقدم:وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلأَوَّلِينَ } [الزخرف: 8] فتدبر. قوله: (أي من قبل هود) الخ، لف ونشر مرتب، والذين قبله أربعة: آدم وشيث وإدريس ونوح، والذين بعده: كصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وسائر بني إسرائيل. قوله: (إلى أقوامهم) متعلق بمضت لتضمنه معنى مرسلين. قوله: (أي بأن) أشار بذلك إلى أن { أَنْ } مصدرية ومخففة من الثقيلة، والباء المقدرة للتصوير. قوله: (معترضة) أي بين الإنذار ومعموله.

قوله: { إِنَّيۤ أَخَافُ } علة لقوله: { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ }. قوله: { عَظِيمٍ } بالجر صفة لـ { يَوْمٍ } ووصف اليوم بالعظم لشدة هوله. قوله: { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا } أي جواباً لإنذاره، قوله: { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه. قوله: { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ } أي علم وقت إتيان العذاب عند الله، فلا علم لي بوقته، ولا مدخل في استعجاله. قوله: { وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ } أي أن وظيفتي تبليغكم لا الإتيان بالعذاب، إذ ليس في طاقتي، و { أُبَلِّغُكُمْ } بسكون الباء وتخفيف اللام، وبفتحها وتشديد اللام مكسورة، قراءتان سبعيتان. قوله: { وَلَـٰكِنِّيۤ } بسكون الياء وفتحها قراءتان سبعيتان. قوله: (أي ما هو العذاب) أشار بذلك إلى أن الضمير في { رَأَوْهُ } عائد على ما في قوله: { مَا تَعِدُنَآ }. قوله: (سحايا عرض) أي فالعارض هو السحاب الذي يعرض في الأفق.

قوله: { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أي متوجهاً إليها، والإضافة لفظية للتخفيف، وكذا هي في قوله: { مُّمْطِرُنَا } ولذا وقع المضاف في الموضعين صفة للنكرة، وهي عارضاً وعارض. قوله: (أي ممطر إيانا) أي يأتينا بالمطر. قوله: (قال تعالى) أشار بذلك إلى أن قوله: { بَلْ هُوَ } الخ من كلامه تعالى، ويصح أن يكون كم كلام هود، رداً لقولهم { هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } وهو الأولى. قوله: (بدل من ما) أي أو خبر لمحذوف أي هي ريح.

السابقالتالي
2