الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَٰلَهُمْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ }

قوله: { وَلِكُلٍّ } خبر مقدم، و { دَرَجَٰتٌ } مبتدأ مؤخر. والمعنى لكل شخص من المؤمنين والكفار. قوله: { دَرَجَٰتٌ } في الكلام تغليب، لأن مراتب أهل النار يقال لها دركات بالكاف لا بالجيم، أو تسمح حيث أطلق الدرجات، وأراد المنازل مطلقاً، علوية أو سفلية، قوله: { مِّمَّا عَمِلُواْ } أي من أجل ما عملوا من خير وشر. قوله: { وَلِيُوَفِّيَهُمْ } عطف علة على معلول، والمعنى جازاهم بذلك ليوفيهم. قوله: (أي جزاءها) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: (بنقص للمؤمنين) أي من درجاتهم، بل قد يزاد لهم فيها. قوله: (ويزاد للكفار) أي في دركاتهم، بل قد يخفف عن بعضهم، كأبي طالب وأبي لهب.

قوله: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ } { يَوْمَ } الخ، معمول لمحذوف قدره المفسر بقوله: (يقال لهم) الخ، والمعنى يقال لهم أذهبتم الخ، وقت عرضهم على النار. قوله: (بأن تكشف لهم) أشار بذلك إلى أن الكلام فيه قلب، والأصل ويوم تعرض النار على الذين كفروا، أي يكشف لهم عنها، وأتى به كذلك، لأن عرض الشخص على النار، أشد في إهانته من عرض نار عليه لأن عرضه عليها يفيد أنه كالحطب المجعول للإحراق، وإنما كان فيه قلب، لأن المعروض عليه شأنه العلم والاطلاع، والنار ليست كذلك، وقيل: المراد بالعرض العذاب، وحينئذ فليس فيه قلب، وقد أفاد هذا المعنى المفسر آخراً بقوله: (يعذبون بها). قوله: (يقال لهم) هذا المقدر عامل في جملة { أَذْهَبْتُمْ } وناصب لـ { يَوْمَ } على الظرفية.

قوله: { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ } أي ما قدر لكم في المستلذات، فقد استوفيتموه في الدنيا، فلم يبق لكم حظ تأخذونه في الآخرة. قوله: (بهمزة) الخ، أشار المفسر لخمس قراءات: تحقيق الهمزتين: وتسهيل الثانية بألف بينهما على الوجهين، وتركه، وهمزة واحدة وأجمل في ذلك، فقوله: (بهمزة) وهي إحدى القراءات الخمس، وقوله: (وبهمزتين) أي محققتين بغير مدّ بينهما، ثانيتها قوله: (وبهمزة ومدة) المناسب وبهمزتين محققتين ومدة وهي ثالثها، وقوله: (وبهما وتسهيل الثانية) أي بمدة ودونها فقد تمت الخمس. قوله: (أي الهوان) أشار بذلك إلى أنه من اضافة الموصوف لصفته، قوله: { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } وصف كاشف، لأن الاستكبار لا يكون إلا بغير الحق، فإن الكبرياء وصف لله وحده. قوله: (به) متعلق بـ { تَسْتَكْبِرُونَ } و { تَفْسُقُونَ } وقدره إشارة إلى أن العائد محذوف ويصح أن تكون مصدرية، أي بكونهم مستكبرين فاسقين، والمراد بالاستكبار الفواحش الباطنية، وبالفسق الفواحش الظاهرية. قوله: (ويعذبون بها) عطف على { يُعْرَضُ } عطف تفسير، فهو تفسير آخر للعرض، فالمناسب تقديمه و { عَلَى } بمعنى الباء.