الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } * { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

قوله: { أَهُمْ خَيْرٌ } أي أمور الدنيا. قوله: { أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ } هو تبع الحميري أبو كرب واسمه أسعد، وإليه تنسب الأنصار، بني الحيرة بكسر الحاء بعدها مثناة تحتية فراء مهملة، مدينة بالقرب من الكوفة، وبني سمرقند، وأراد غزو البيت وتخريب المدينة، فأخبر بأنها مهاجر نبي اسمه أحمد، فكف عنهما، وكسا البيت بالحبرة، وكتب كتاباً وأودعه عند أهل المدينة، وكانوا يتوارثونه كابراً عن كابر، إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فدفعوه إليه، يقال: إن الكتاب عند أبي أيوب خالد بن زيد وفيه:
شهدت على أحمد أنه   رسول الله بارئ النسم
فلو مد عمري إلى عمره   لكنت وزيراً له وابن عم
أما بعد: فإني آمنت بك وبكتابك الذي ينزل عليك، وأنا على دينك وسنتك، وآمتت بربك ورب كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربك من شراع الإسلام، فإن أدركتك فيها ونعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي، ولا تنسني يوم القيامة، فإني من أمتك الأولين، وبايعتك قبل مجيئك، وأما على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام، ثم ختم الكتاب ونقش عليه: لله الأمر من قبل ومن بعد، وكتب على عنوانه: إلى محمد بن عبد الله، نبي الله ورسوله، خاتم النبيين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم، من تبع الأول. وكان من اليوم الذي مات فيه تبع، إلى اليوم الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ألف سنة، لا يزيد ولا ينقص. قوله: (هو بني أو رجل صالح) أو لحكاية الخلاف، فالقول الأول لابن عباس، والثاني لعاشة رضي الله عنهما، وكان ملكاً من الملوك، وكان قومه كهاناً، وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرب كل فريق منهم قرباناً ففعلوا، فتقبل قربان أهل الكتاب فأسلم. قوله: { وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } عطف على { قَوْمُ تُبَّعٍ } وقوله: { أَهْلَكْنَاهُمْ } حال من المعطوف والمعطوف عليه. قوله: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } إلخ، هذا دليل على صحة الحشر ووقوعه، وذلك أن الله تعالى خلق النوع الإنساني، وخلق له ما في الأرض جميعاً، وكلفه بالإيمان والطاعة، فآمن البعض وكفر البعض، وختم الله في اسبق أزله، أن النعيم للمؤمن، والعقاب للكافر، وذلك لا يكون في الدنيا لعدم الاعتداء بها، فحينئذ لا بد من البعث، لتجزى كل نفس بما كسبت. قوله: { وَمَا بَيْنَهُمَا } أي بين الجنسين. قوله: (حال) أي وهي لا يستغنى عنها. قوله: (أي محقين في ذلك) أي لنا فيه حكمة، وقد بينها المفسر بقوله: (ليستدل به) إلخ. قوله: { لاَ يَعْلَمُونَ } أي ليس عندهم علم بالكلية. قوله: { إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } الإضافة على معنى اللام. قوله: { مِيقَاتُهُمْ } أي موعدهم، والمراد جميع الخلق. قوله: (للعذاب الدائم) أي للكفار والنعيك الدائم للمؤمنين. قوله: { يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى } المولى يطلق على المعتق بالكسر والفتح، وابن العم والناصر والجار والحليف. قوله: (بقابة) أي بسببها. قوله: { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } الضمير للمولى، وجمع باعتبار المعنى، وهذه الجملة توكيد لما قبلها، والمعنى: لا ينصر الكافر، ولو كان بينهما علقة من قرابة أو صداقة أو غيرهما.