الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَٱلَّذِي نَزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ } * { وَٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ }

قوله: { خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } كرر الفعل للتوكيد، وإلا فيكفي أن يقال العزيز العليم، وهذا الجواب مطابق للسؤال من حيث عجزه، ولو روعي صدره لجيء بجملة ابتدائية بأن يقال: هو العزيز العليم مثلاً. قوله: (آخر جوابهم) أي أن ما ذكر آخر جواب الكفار، وأما قوله: { ٱلَّذِي جَعَلَ } إلى قوله: (المنقلبون) فهو من كلامه تعالى زيادة في توبيخهم على عدم التوحيد. قوله: (كالمهد للصبي) أي الفرش له، أي ولو شاء لجعلها متحركة، لا يثبت عليها شيء، ولا يمكن الانتفاع بها، فمن رحمته أن جعل الأرض قارة مسطحة ساكنة. قوله: { وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً } أي بحيث تسلكون فيها إلى مقاصدكم، ولو شاء لجعلها سداً ليس فيها طرق، بحيث لا يمكنكم السير فيها كما في بعض الجبال. قوله: (أي بقادر حاجتكم) أي فليس بقليل فلا تنتفعون به، ولا كثير فيضركم. قوله: { فَأَنشَرْنَا } في الكلام التفات من الغيبة للتكلم. قوله: { تُخْرَجُونَ } أي فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها بالماء، قادر على إحياء الخلق بعد موتهم. قوله: (الأصناف) أي الأشكال والأنواع، كالحلو والحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى.

قوله: { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلْفُلْكِ } أي خلق لكم مواد السفن كالخشب وغيرهن وأهلمكم صنعتها، وسيرها لكم في البحر لتنتفعوا بها. قوله: (كالإبل) إن قلت: إنه لم يبق شيء من الأنعام يركب سوى الإبل، فالكاف استقصائية إلا أن يقال: المراد بالأنعام ما يركب من الحيوان، وهو الإبل والخيل والبغال والحمير، لأن المقام للامتنان بالركوب. قوله: { مَا تَرْكَبُونَ } مفعول لجعل، و { مِّنَ ٱلْفُلْكِ وَٱلأَنْعَامِ } بيان له. قوله: (حذف العائد اختصاراً) إلخ، أي والمعنى: جعل لكم من الفلك ما تركبون فيه، ومن الأنعام ما تركبونها، فهو مجرور في الأول بفي، منصوب في الثاني بالفعل.