الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ ٱلْجَوَارِ فِي ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ } * { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } * { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ }

قوله: { بِمُعْجِزِينَ } (الله) أي فارين من عذابه.

قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي أدلة توحيده وعجائب قدرته. قوله: { ٱلْجَوَارِ } بحذف الياء خطأ، لأنها من ياءات الزوائد، واثباتها في اللفظ وصلاً ووقفاً، وحذفها كذلك أربع قراءات سبعيات. قوله: (السفن) استشكل بأن الظاهر الآية، يوهم حذف الموصوف وإبقاء صفته، مع أن الجري ليس من الصفات الخاصة بالموصوف وهو (السفن) وحينئذ فلا يجوز حذفه لعدم علمه. قال ابن مالك:
وما من المنعوت والنعت عقل   يجوز حذفه وفي النعت يقل
أجيب: بأن محل الإمتناع، إذا لم تجر الصفة مجرى الجوامد، بأن تغلب عليها الاسمية، كالأبطح والأبرق والأجرع، وإلا جاز حذف الموصوف، ولذلك فسر { ٱلْجَوَارِ } بالسفن، ولم يقل أي السفن، ولم يقل أي السفن الجارية. قوله: { فَيَظْلَلْنَ } بفتح اللام وفي قراءة العامة، من ظلل بكسرها كعلم، وقرئ شذوذاً فيظللن بكسر اللام من ظل بفتحها كضرب. قوله: (أي يصرن) أشار بذلك إلى أن المراد من ظل الصيرورة في ليل ونهار، وليس المراد معناها، وهو اتصاف المخبر عنه بالخبر نهاراً. قوله: { رَوَاكِدَ } جمع راكد، يقال: ركد الماء ركوداً، من باب قعد سكن، ويوصف به الريح والسفينة وكل شيء سكن بعد تحركه. قوله: { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } أي كثير الصبر على البلايا، عظيم الشكر على العطايا. قوله: (عطف على يسكن) أي فالمعنى: إن يشأ يسكن الريح فيركدن، أو يعصفها فيغرقن، ولا مفهوم له، بل قد يغرقها الله بسبب آخر، كقلع لوح أو غير ذلك. قوله: (بعصف الريح بأهلهن) أي اشتدادها، وإنما قيد به، وإن كانت أسباب الغرق كثيرة، نظراً للشأن والغالب. قوله: (أي اهلهن) تفسير للواو في { كَسَبُوا } العائد على أهل السفن المعلوم من السياق.

قوله: { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } قرأ العامة بالجزم، عطفاً على جواب الشرط، واستشكل بأنه يلزم عليه دخول العفو في حيز المشيئة، مع أنه إخبار عن العفو، من غير شرط المشيئة، وأجيب: بأن الجزم من حيث الصورة الظاهرية، لا من حيث المعنى، وقرئ شذوذاً ويعفو بالرفع والنصب، أما قراءة الرفع فهي محتملة لوجهين: الأول الاستئناف، الثاني الجزم، وزيدت الواو للإشباع، كزيادتها في من يتقي ويصبر، وأما قراءة النصب، فهي على إضمار أن بعد الواو، وقال ابن مالك:

والفعل من بعد الجزا إن يقترن بالفا أو الواو بتثليث قمن

وهذا نظير ما في قوله تعالى:فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ } [البقرة: 284]. قوله: (منها) أي الذنوب أو السفن. قوله: (بالرفع مستأنف) أي وهو يعلم، وقوله: (وبالنصب) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (لينتقم منهم) أي بالغرق، وهو تعليل للإغراق.