الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ وَلاَ جُلُودُكُمْ وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ }

قوله: { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ } أي توبيخاً وتعجباً من هذا الأمر. قوله: { قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ } إلخ، أي جواباً لهم واعتذاراً عما صدر منهم. قوله: { تُرْجَعُونَ } أي تردون إيله بالبعث، وعبر بالمضارع مع أن المقالة بعد الرجوع بالفعل، لأن المراد بالرجوع البعث، وما يترتب عليه من العذاب الدائم، والعذاب مستقبل بالنسبة لمقالتهم. قوله: (قيل هو) أي قوله: { وَهُوَ خَلَقَكُمْ } إلخ. قوله: (كالذي بعده) أي وهو قوله: { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ }. قوله: (وموقعه) أي مناسبته. قوله: { وَهُوَ خَلَقَكُمْ } ووجه مناسبته له في المعنى، أنه يقربه من القول، من حيث إن القادر على الإبداء والإعادة؛ قادر على إنطاقها.

قوله: { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ } أي تستخفون من هؤلاء الشهود، وهو لا يكون إلا بترك الفعل بالكلية، لأنها ملازمة للإنسان في حركاته وسكناته. قوله: (من) { أَن يَشْهَدَ } أشار بذلك إلى أن قوله: { أَن يَشْهَدَ } في محل نصب بنزع الخافض، ويصح أن يكون مفعولاً لأجله، والتقدير مخالفة أن يشهد، إلخ. قوله: (عند استتاركم) أي من الناس. قوله: { ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً } المراد به ما أخفوه عن الناس من الأعمال، فظنوا أن علم الله مساو لعلم الخلق، فكل ما ستروه عن الناس لا يعلمه الله. قوله: { وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ } الخ، اعلم أن الظن قسمان: حسن وقبيح، فالحسن أن يظن العبد المؤمن بالله عز وجل الرحمة والإحسان والخير، ففي الحديث: " أنا عند ظن عبدي بي " والقبيح أن يظن الله نقصاً في ذاته أو صفاته أو أفعاله. قوله: { فَأَصْبَحْتُمْ مِّنَ ٱلُخَاسِرِينَ } نتيجة ما قبله.