الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } * { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } * { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ ٱخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً } * { وَإِذاً لأَتَيْنَٰهُم مِّن لَّدُنَّـآ أَجْراً عَظِيماً } * { وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } * { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } * { ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً }

قوله: { فَٱسْتَغْفَرُواْ ٱللَّهَ } أي بالتوبة والإخلاص. قوله: { وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ } أي سامحهم وعفا عنهم وطلب لهم المغفرة، لأنه تعلق به حقان: حق الله وحق لرسوله. قوله: (فيه التفاف) أي وحقه واستغفرت لهم. قوله: (لا زائدة) أي لتأكيد القسم، وهو اختيار الزمخشري في الكشاف وهو الأحسن، ولذا اقتصر عليه المفسر. قوله: { حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ } الخ، هذه شروط ثلاثة لكمال الإيمان، وهذه الآية بمعنى قوله تعالى:وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } [النور: 48-49] الآيات. قوله: (اختلط) أي أشكل والتبس. قوله: (من غير معارضة) أي بأن ينقادوا للأحكام من غير توقف.

قوله: { وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ } بيان لسوء حالهم، وأنهم لو شدد عليهم كما شدد على من قبلهم لم يفعل ذلك إلا ما قل منهم. قوله: (مفسرة) أي بمعنى أي، وضابطها أن يتقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه نظير:وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [يونس: 10] وانطلق الملأ منهم أن امشوا، ويحتمل أن تكون مصدرية، وعليه فيكون { كَتَبْنَا } بمعنى ألزمنا التقدير ولو أنا ألزمناهم قتل أنفسهم. قوله: { أَنِ ٱقْتُلُوۤاْ } جمهور القراء على ضم النون والواو من أو اخرجوا، وقرأ حمزة وعاصم بكسرهما، وقرأ أبو عمرة بكسر النون وضم الواو، وأما ضم النون وكسر الواو فلم يقرأ به أحد. قوله: (على البدل) أي وهو المختار عند النحاة، قال ابن مالك: وبعد نفي أو كنفي انتخب. اتباع ما اتصل. وقوله: (والنصب على الاستثناء) أي فهما قراءتان سبعيتان على حد سواء وإن كان الرفع أرجح عند النحاة من النصب، فالمنزه عنه القرآن كونه ليس على قواعد النحاة، وأما كون القراءات له وجه قوي في العربية دون بعض فلا مانع منه.

قوله: { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } اسم التفضيل ليس على بابه إذ ما هم عليه ليس بخير. قوله: (أي لو ثبتوا) ليس تفسير إلا ذابل، إشارة إلى أن { إِذاً } واقعة في جواب سؤال مقدر، وقوله: { لأَتَيْنَٰهُم } جواب الشرط، وأصل الكلام فما جزاؤهم لو ثبتوا إذ لآتيناهم الخ، فالحامل للمفسر على تقدير (لو ثبتوا) قوله بعد: { لأَتَيْنَٰهُم } والحامل لنا على تقدير السؤال قوله: { إِذاً } وهي هنا ملغاة عن عمل النصب لفقد شرطها. قوله: { صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي ديناً قيما لا اعوجاج فيه، وهو دين الإسلام، فتحل أنهم لو امتثلوا لأعطاهم الله خير الدنيا والآخرة. قوله: (وأنت في الدرجات العلى) أي التي ليس فوقها درجة، وهذا السؤال كما توجه من الصحابة، يتوجه أيضاً من الأنبياء، فإنه أعلى من جميع المخلوقات الإطلاق حتى الأنبياء، قال البوصيري:

كَيْفَ تَرْقَى رَقِيّكَ الأَنْبِيَاء يَا سَمَاء مَا طَاوَلَتْهَا سَمَاء

قوله: (فيما أمرا به) أي ونهيا عنه، فالطاعة امتثال المأمورات واجتناب المنهيات.

السابقالتالي
2