الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } * { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } * { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً }

قوله: { يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } أي رسوله، وهذا بيان لبعض قبائحهم. قوله: (بإظهارهم خلاف ما أبطنوه) أي من الإظهار الإيمان وإخفاء الكفر. قوله: (فيفتضحون في الدنيا) أي يفتضحون في الآخرة أيضاً لما روي أنه يوم القيامة حين يمتاز الكفار من المؤمنين، تبقى هذه الأمة وفيها منافقوها فيتجلى الله لهم، فيخرّ المؤمنون سجداً، والمنافقون يصير ظهورهم طبقاً، فلا يستطيعون السجود، وروي أنهم يعطون على الصراط نوراً كما يعطى المؤمنون، فيمضون بنورهم ثم يطفأ نورهم، ويبقى نور المؤمنين فينادون المؤمنين: انظرونا نقتبس من نوركم، وهو بمعنى قوله تعالى:يَوْمَ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [الحديد: 13] الآية. قوله: { كُسَالَىٰ } أي لعدم الداعية في قلوبهم وهو نصب على الحال، والكسل الفتور والتواني، قوله: { يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ } أي النبي وأصحابه، والمعنى أنهم يقصدون بصلاتهم النجاة من النبي وأصحابه، والجملة خال من كسالى. قوله: (يصلون) إنما سميت الصلاة ذكراً، لأنها اشتملت عليه. قوله: { مُّذَبْذَبِينَ } حال من فاعل يراؤون، وحقيقة المذبذب ما يذب ويدفع من كلا الجانبين مرة بعد أخرى، وقد أفاده المفسر بقوله: (مترددين) قوله: { لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ } الخ، متعلق في الموضعين بمحذوف حال من مذبذبين، قدره المفسر بقوله: (منسوبين). قوله: (أي الكفار) أي فيقتلون ويترتب عليهم أحكامه. وقوله: (أي المؤمنين) أي فينجون في الدنيا والآخرة.

قوله: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } خطاب للمؤمنين الخلص. قوله: { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ } أي كما فعل المنافقون، فيرتب عليه الوعيد العظيم فاحذروا ذلك. قوله: { أَتُرِيدُونَ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا تريدون ذلك. قوله: { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } الدركات بالكاف منازل أهل النار، والدرجات بالجيم منازل أهل الجنة. قوله: (وهو قعرها) أي لأنها سبع طبقات، العليا لعصاة المؤمنين وتسمى جهنم، والثانية لظى للنصارى، والثالثة الحكمة لليهود، والرابعة السعير للصابئين، والخامسة سقر للمجوس، والسادسة الجحيم للمشركين، والسابعة الهاوية للمنافقين وفرعون وجنوده، لقوله تعالى:أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [غافر: 46].

قوله: { إِلاَّ ٱلَّذِينَ } استثناء من قوله: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ }. قوله: { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ } ما استفهامية، الباء سببية، والاستفهام إنكاري بمعنى النفي. أي لا يفعل بعذابكم شيئاً حيث حسنت توبتكم، ويصح أن تكون ما نافية والباء زائدة ومدخولها مفعول لقوله بفعل، والمعنى ما يفعل عذابكم، أي لا يعذبكم حيث صدقت التوبة، فالمآل في المعنيين واحد. قوله: { وَآمَنْتُمْ } عطف على خاص على عام، أو مسبب على سبب، لأن الشكر سبب في الإيمان، فإن الإنسان إذا تذكر نعم الله حملته على الإيمان.