الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ } * { إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ } * { قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِيۤ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ } * { فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـآبٍ }

قوله: { فَفَزِعَ مِنْهُمْ } أي لأنهم نزلوا من أعلى، على خلاف العادة والحرس حوله.

قوله: { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } جواب سؤال مقدر، كأنه قيل: ماذا قالوا لما شاهدوا فزعه؟ فقال: قالوا: لا تخف. قوله: (قيل: فريقان) هذا مبني على أن الداخل فيه كان أزيد من اثنين، فكان المتخاصمين والشاهدين والمزكيين. قوله: (وفيل: اثنان) أي شخصان، وهو مبني على أن الداخل المتداعيان فقط. قوله: (والخصم يطلق) إلخ، أي لأن في الأصل مصدر. قوله: (وهما ملكان) قيل هما جبريل وميكائيل. قوله: (على سبيل العرض) بالعين المهملة أي التعريض، وهو جواب عما يقال: إن الملائكة معصومون، فكيف يتصور منهم البغي أو الكذب؟ فأجاب: بأن هذا على سبيل التعريض للمخاطب، فلا بغي فيه ولا كذب. قوله: (لتنبيه داود) أي ايقاظه على ما صدر منه. قوله: (وكان له تسع) إلخ، بيان لما وقع منه. قوله: (وطلب امرأة شخص) هو وزيره أوريا بن حان لسر عظيم، وهو كما قيل: إنها أم سليمان عليه السلام. قوله: (وتزوجها ودخل بها) مشى المفسر على أن داود سأل أوريا طلاق زوجته، ثم بعد وفاء عدتها، تزوجها داود ودخل بها، وهو أحد أقوال ثلاثة، والثاني: أن داود لما تعلق بها قلبه، أمر أوريا ليذهب للجهاد ليقتل فيتزوجها ففعل، فلما قتل في الجهاد تزوجها داود، والثالث أن أوريا لم يكن متزوجاً بها، وإنما خطبها فقط، فخطبها داود على خطبته وتزوجها، وكان ذلك كله جائزاً في شرعه، وإنما عاتبه الله لرفعة قدره، وللسيد أن يعاقب عبده على ما يقع منه، وإن كان جائزاً، من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين. قوله: { وَلاَ تُشْطِطْ } العام على ضم التاء من أشطط إذا تجاوز الحد، وقرئ شذوذاً تشطط بفتح الناء وضم الطاء، وتشط من أشط رباعياً، إلا أنه أدغم، وتشطط من شطط وتشاطط. قوله: { إِنَّ هَذَآ أَخِي } إلخ، مرتب على مقدر تقديره: فقال لهما داود تكلما، فقال أحدهما: إن هذا أخي، إلخ. قوله: (أي على ديني) أي فليس المراد أخوة النسب. لأن الملائكة لا يلدون، ولا يوصفون بذكورة ولا أنوثة. قوله: (يعبر بها عن المرأة) أي يكنى بها عن المرأة لسكونها وعجزها، وقد يكنى عنها بالبقرة والناقة. قوله: (أي اجعلني كافلها) هذا هو معناه الأصلي، والمراد هنا ملكنيها وانزل لي عنها. قوله: { وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ } أي فهو أصح مني في الكلام، فالغلبة له علي لضعفي. قوله: (وأقره الآخر) أي المدعى عليه، وهو جواب عما يقال: كيف حكم داود، ولم يسمع شيئاً من المدعى عليه؟ فأجيب: بأنه سمع منه الإقرار والاعتراف. قوله: { بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ } من أضافة المصدر لمفعوله والفاعل محذوف، أي بأن سألك نعجتك.

السابقالتالي
2 3