الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ وَصَدَّقَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ } * { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } * { فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } * { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } * { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ }

قوله: { بَلْ جَآءَ بِٱلْحَقِّ } إلخ، رد عليهم بأن ما جاء به من التوحيد حق، موافق فيه المرسلين قبله. قوله: (فيه التفات) أي من الغيبة إلى الخطاب، زيادة في التقبيح عليهم. قوله: { إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } أي فالشر يكون جزتءه بقدره، بخلاف الخير، فجزاؤه بأضعاف مضاعفة. قوله: (استثناء منقطع) أي من الواو في { تُجْزَوْنَ }.

قوله: { أُوْلَئِكَ } أي عباد الله المخلصين. قوله: (إلى آخره) أي وهو قوله:كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } [الصافات: 49]. قوله: { لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } أي أوقاته وصفاته، فلا ينافي آيةيُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } [غافر: 40] فإن المراد غير معلوم المقدار. قوله: (بدل) أي كل من كل، لأن جميع ما يؤكل في الجنة، إنما هو على سبيل التفكه والتلذذ، فلا فرق بين الرزق والفواكه. قوله: (لا لحفظ صحة) المناسب أن يقول: لا لحفظ بنية، قوله: (بخلق أجسادهم للأبد) أي فهم يدومون بدوام الله، لا يفنون أبداً. قوله: { وَهُم مُّكْرَمُونَ } أي معظمون مبجلون بالتحية وبالكلام اللين. قوله: { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } إما متعلق بمكرمون، أو خبر ثان، أو حال. قوله: { عَلَىٰ سُرُرٍ } قال ابن عباس: على سرر مكللة بالدر والياقوت والزبرجد، والسرير ما بين صنعاء إلى الجابية، وما بين عدن إلى إيليا. قوله: { مُّتَقَابِلِينَ } أي تواصلاً وتحابياً، وقيل: الأسرة تدور كيف شاؤوا، فلا يرى أحداً قفا أحد.

قوله: { يُطَافُ عَلَيْهِمْ } أي والطائف الولدان كما في آيةيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } [الواقعة: 17-18] (هو الإناء بشرابه) أي فإن لم يكن فيه شراب، فإنه يسمى قدحاً، ويطلق الكأس على الخمر نفسه، من باب تسمية الشيء باسم محله. قوله: { مِّن مَّعِينٍ } أي ظاهر العيون، أو خارج من العيون، فعلى الأول اسم مفعول كمبيع، وعلى الثاني اسم فاعل من عان بمعنى نبع، وصف به خمر الجنة، لأنه يجري كالماء النابع.

قوله: { بَيْضَآءَ } إما صفة لكأس أو للخمر. قوله: { لَذَّةٍ } إما صفة مشبهة، كصعب وسهل، فتكون مشتقة، فالوصف بها ظاهر، أو مصدر فالوصف بها مبالغة، أو على حذف مضاف أي ذات لذة قوله: (ما يغتال عقولهم) أي يفسدها، وقيل: الغول صداع في الرأس، وعليه فيكون ما بعده تأسيساً. قوله: { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } عن سببية، أي ولا هم ينزفون بسببها. قوله: (بفتح الزاي) أي مع ضم الياء، فهو مبني للمفعول، وقوله: (وكسرها) أي مع ضم الياء أيضاً، فهو مبني للفاعل وقراءتان سبعيتان، وقرئ شذوذاً بالفتح والكسر وبالفتح والضم. قوله: (من نزف الشارب) إلخ، أي فهو مأخوذ من الثلاثي والرباعي، والقراءتان السبعيتان على مقتضى أخذه من الرباعي فتدبر.