الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } * { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ }

قوله: { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ } إلخ، هذه الجملة جواب شرط مقدر، أو تعليل لنهي مقدر تقديره إذا كان الأمر كذلك فإنما هي إلخ، أو لا تستصعبوه فإنما هي إلخ. قوله: (أي صيحة) { وَاحِدَةٌ } أي وهي النفخة الثانية. قوله: { فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } أي ينتظرون. قوله: (لا فعل له من لفظه) أي بل من معناه وهو هلك. قوله: (وتقول لهم الملائكة) أشار بذلك إلى أن الوقف تم عند قوله: { يٰوَيْلَنَا } وما بعده كلام مستقبل، وهذا أحد احتمالات، ويحتمل أنه من كلام بعضهم لبعض، ويحتمل أنه من كلام الله تعالى تبكيتاً لهم، ويحتمل أنه من كلام المؤمنين لهم.

قوله: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي من مقامهم إلى الموقف، أو من الموقف إلى النار. قوله: (قرناءهم من الشياطين) هذا أحد أقوال، وقيل: المراد أزواجهم نساؤهم اللاتي على دينهم، وقيل: أشباههم وأخلاؤهم من الإنس، لأن زوج الشيء على مقاربه ومجانسه، فيقال لمجموع فردتي الخف، ولإحداهما زوج. قوله: (من الأوثان) أي كالأصنام والشمس والقمر. قوله: { إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } بكسر الهمزة في قراءة العام على الاستئناف، وفي معنى التعليل، وقرئ بفتحها على حذف لام العلة، والمعنى قفوهم لأجل سؤال الله إياهم. قوله: (عن جميع أقوالهم وأفعالهم) أي لما في الحديث: " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره في أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به " قوله: (ويقال لهم) أي والقائل خزنة جهنم. قوله: (كحالكم في الدنيا) تشبيه في المنفي. قوله: (ويقال عنهم) أي في شأنهم على سبيل التوبيخ.

قوله: { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ } أي بعض الكفار يوم القيامة؛ وهذا بمعنى ما تقدم في سورة سبأ في قوله:وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ } [سبأ 31]. قوله: (يتلاومون ويتخاصمون) أي يلوم بعضهم بعضاً، ويخاصم بعضهم بعضاً، كما قال تعالى في شأنهمكُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } [الأعراف: 38] بخلاف تساؤل المؤمنين في الجنة، فهو شكر وحدث بنعم الله عليهم. قوله: { عَنِ ٱلْيَمِينِ } يطلق على الحلف والجارحة المعلومة والقوة والدين والخير، والآية محتملة لتلك المعاني، والمفسر اختار الأول، وعليه فعن بمعنى من، والمعنى: كنتم تأتوننا من الجهة الني كنا نأمنكم منها؛ فتلك الجهة مصورة بحلفكم أنكم على الحق؛ إلخ. قوله: (المعنى أنكم أضللتمونا) هذا المعنى هو المراد على جميع الاحتمالات، لا على ما قاله المفسر فقط.