الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }

قوله: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } إلخ، رأى بصرية تتعدى لمفعول واحد إن كانت بلا همز، وبالهمز كما هنا تتعدى لمفعولين، الأول قوله: { شُرَكَآءَكُمُ } والثاني قوله: { مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } على سبيل التنازع لأن كل من أرأيتم وأروني، طالب ماذا خلقوا من الأرض على أنه مفعول له قوله: { شُرَكَآءَكُمُ } أضافهم لهم من حيث إنهم جعلوهم شركاء، أو من حيث إنهم أشركوهم في أموالهم فإنهم كانوا يعينون شيئاً من أموالهم لآلهتهم، وينفقونه على خدمتها، ويذبحون عندها. قوله: { مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ } أي أي شيء خلقه من الأمور التي في الأرض، كالحيوانات والنباتات والأشجار وغير ذلك. قوله: { أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ } { أَمْ } في الموضعين منقطعة تفسر ببل والهمزة. قوله: { آتَيْنَاهُمْ } أي الشركاء. قوله: { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ } بالإفراد والجمع، قراءتان سبعيتان. قوله: (لا شيء من ذلك) جواب الاستفهام في الجمل الثلاث وهو إنكاري.

قوله: { بَلْ إِن يَعِدُ ٱلظَّالِمُونَ } لما ذكر نفي الحجج، أضرب عنه بذكر الأمر الحامل للرؤساء على الشرك وإضلال الأتباع، وهو قولهم لهم إنهم شفعاء عند الله. قوله: { بَعْضُهُم } بدل من { ٱلظَّالِمُونَ } قوله: (بقولهم) أي الرؤساء للأتباع. قوله: (أي يمنعهما من الزوال) أشار بذلك إلى أن الإمساك بمعنى المنع، وقوله: { أَن تَزُولاَ } { أَن } وما دخلت عليه، في تأويل مصدر مفعول ثان على اسقاط من. قوله: { وَلَئِن زَالَتَآ } اجتمع قسم وشرط، فقوله: { إِنْ أَمْسَكَهُمَا } جواب الأول، وحذف جواب الثاني على القاعدة المعروفة. قوله: { مِنْ أَحَدٍ } { مِنْ } زائدة في الفاعل، وقوله: { مِّن بَعْدِهِ } { مِّن } ابتدائية، والتقدير: ما أمسكهما أجحد مبتدأ وناشئاً من غيره.

قوله: { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } تعليل لقوله: { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } أي فإمساكهما حاصل بحلمه وغفرانه، وإلا فكانتا جديرتين بأن تزولا، كما قال تعالىتَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } [مريم: 90] الآية، فحلم الله تعالى من أكبر النعم على العباد، إذ لولاه لما بقي شيء من العالم، فقول العامة: حلم الله يفتت الكبود، إساءة أدب. قوله: (أي كفار مكة) أي قبل أن يبعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، فلعنوا من كذب نبيه منهم، وأقسموا بالله تعالى، لئن جاءهم نبي ينذرهم،لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } [فاطر: 42].