الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

قوله: { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ } يحتمل أن مفعول { تَرَىٰ } محذوف تقديره: ولو ترى حالهم وقت فزعهم، ويحتمل أن { إِذْ } مفعول { تَرَىٰ } أي ولو ترى وقت فزعهم؛ واسناد الرؤية للوقت مجاز، وحقه أن يسند لهم، وقوله: (عند البعث) أحد أقوال في وقت الفزع، وقيل: في الدنيا يوم بدر، حين ضربت أعناقهم بسيوف الملائكة، فلم يستطيعوا الفرار إلى التوبة، وقيل: نزلت في ثمانين ألفاً، يأتون في آخر الزمان، يغزون الكعبة ليخربوها، فلما يدخلون البيداء يخسف بهم، فهو الأخذ من مكان قريب. قوله: (لرأيت أمراً عظيماً) أشار بذلك إلى أن جواب لو محذوف. قوله: { فَلاَ فَوْتَ } أي لا مخلص ولا مهرب. قوله: (أي القبور) أي وهي قريبة من مساكنهم في الدنيا، أو المعنى قبضت أرواحهم في أماكنها فلم يمكنهم الفرار، وقيل: أخذوا من مكان قريب، وهي القبور لجهنم، فيخرجون من قبورهم لها. قوله: { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ } أي قالوا ذلك وقت حصول الفزع، وهو وقت نزول العذاب بهم. قوله: { وَأَنَّىٰ لَهُمُ } أي كيف يمكنهم الخلاص والظفر بمطلوبهم وهم في الآخرة، مع أن ذلك لا يحصل ولا يكون إلا في الدنيا، وهي بعيدة في الآخرة، فالماضي بعيد إذ لا يعود، والمستقبل قريب لأنه آت، وكل آت قريب. قوله: { ٱلتَّنَاوُشُ } أي الرجوع إلى الدنيا للإيمان وقبول التوبة قوله: (بالواو والهمزة) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { وَقَدْ كَـفَرُواْ } إلخ، الجملة حالية، أي يستبعد تناولهم الإيمان في الآخرة، والحال أنهم كفروا في الدنيا. قوله: { وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ } أي يتكلمون في الرسول بالمطاعن والنقص من جانب بعيد من أمره، وهو الشبه التي اقترحوها في جانب الرسول، ويتكلمون في العذاب، ويحلفون على نفيه من جانب بعيد عنهم، من حيث إنهم لم يعلموا ذلك، فالمكان البعيد هو ظنهم الفاسد، فهو بعيد عن رتبة العلم. قوله: (غيبة بعيدة) أي عن الصدق. قوله: { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ } أي في الآخرة. قوله: (أي قبوله) أي بحيث يخلصهم في الآخرة. قوله: { بِأَشْيَاعِهِم } جمع شيع، وشيع جمع شيعة، فالأشياع جمع الجمع، وهم قوم الرجل وأنصاره وأتباعه، المراد بهم هنا أشباههم في الكفر كما قال المفسر. قوله: { مِّن قَبْلُ } صفة للأشياع. قوله: (أي قبلهم) أي الذين كانوا سابقين عليهم في الزمان لا في العذاب، فإن زمن عذابهم في القيامة متحد. قوله: (موقع في الريبة لهم) أي فهو من أراد به إذا أوقعه في الريبة وهي الشك، فهو كقولهم: عجب عجيب، وشعر شاعر، من باب التأكيد. قوله: (ولم يعتدوا بدلائله) حال من الواو في (آمنوا) أي آمنوا به في الآخرة، والحال أنهم لم يعتدوا في الدنيا بدلائله.