الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

قوله: { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } تقدم أن حكمة التشديد عليهن، شدة قربهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على رفعة قدرهن وعظم رتبتهن، فلا يليق منهن التوغل في الشهوات وتطلب زينة الدنيا، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لست من الدنيا وليست الدنيا مني " والمقربون منه كذلك، والمعنى ليست الواحدة منكن كالواحدة من آحاد النساء، فالتفاضل في الأفراد. قوله: { إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ } شرط حذف جوابه للدلالة ما قبله عليه، كما يشير له المفسر بقوله: (فإنكن أعظم) والمعنى أن اتقيتن الله، فلا يقاس بالواحدة منكن واحدة من سائر النساء. قوله: كلام مستأنف مفرع على التقوى. قوله: { ٱلْقَوْلِ } أي بأن تتكلمن بكلام رقيق يميل قلوب الرجال إليكن، إذ لا يليق منكن ذلك، لكونكن أعظم النساء.

قوله: { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } في ذلك احتراس عما يقال: إنهن أمهات المؤمنين، والإنسان لا يطمع في أمه، فأجاب: بأن الذي يقع منه الطمع إنما هو النفاق، لأن شهوته حاصلة معه، وهو منزوع الخشية والخوف من الله، ولمن نهين عموماً سداً للذريعة. قوله: { قَوْلاً مَّعْرُوفاً } أي حسناً، فيه تعظيم الكبير ورحمة الصغير لا ريبة فيه. قوله: (بكسر القاف وفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (من القرار) أي الثبات بيان لمعنى القراءتين. قوله: (وأصله اقررن بكسر الراء) أي من باب ضرب، وقوله: (وفتحها) أي من باب علم، فماضي الأول مفتوح، والأمر مكسور، والثاني بالعكس. قوله: (نقلت حركة الراء) أي الأولى، وحركتها إما كسرة على الأول، أو فتحة على الثاني. قوله: (مع همزة الوصل) أي الاستغناء عنها بتحريك القاف، والمعنى أثبتن في بيوتكن ولا تخرجن إلا لضرورة.