الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَرَسُولاً إِلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِيۤ أَخْلُقُ لَكُمْ مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وٱلأَبْرَصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }

قوله: { وَرَسُولاً } معمول بمحذوف قدره المفسر بقوله: (نجعله) لأنه المناسب له. قوله: (في الصبا) أي وهو ابن ثلاث سنين، وقوله: (أو بعد البلوغ) أي وهو ابن ثلاثين سنة، وكلا القولين ضعيف، والمعتمد أنه نبىء على رأس الأربعين، وعاش نبياً ورسولاً ثمانين سنة، فلم يرفع إلا وهو ابن مائة وعشرين سنة. قوله: (فنفخ جبريل في جيب درعها) أي وكان عمرها إذ ذاك قيل عشر سنين، وقيل ثلاثة عشرة، وقيل ست عشرة سنة. قوله: (ما ذكر في سورة مريم) أي في قوله تعالى:وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ } [مريم: 16] الآيات، واختلف في مدة حملها، فقيل تسعة أشهر، وقيل ثلاث ساعات، وقيل ساعة واحدة وهو المشهور.

قوله: { أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ } مرتب على محذوف قدره المفسر بقوله فلما بعثه الله الخ، وهو إشارة لقصة رسالته بعد أن ذكر قصة بشارته وحمله وولادته. قوله: (اصور) دفع بذلك ما يقال إن الخلق هو الإيجاد بعد العدم وهو مخصوص بالله تعالى، فأجاب بأن معنى الخلق التصوير. قوله: (مفعول) أي لأخلق. قوله: (الضمير للكاف) ويصح أن يعود على الطين، وحكمة المغايرة بين ما هنا وبين ما يأتي في آخر المائدة أن المتكلم هنا عيسى وهناك الله. قوله: (وفي قراءة طائراً) أي بالإفراد وأما الأولى فهو اسم جمع وهما سبعيتان. قوله: (الخفاش) أي الوطواط. وقوله: (لأنه أكمل الطير خلقاً) أي لأنه اسناناً وثدياً، ويحيض كالنساء ويطير من غير ريش، ولا يبصر إلا في ساعة المغرب وبد الصبح، وما بقي من الزمن هو فيه أعمى. قوله: (سقط ميتاً) أي ليتميز فعل المخلوق من فعل الخالق. قوله: (الذي ولد أعمى) أي ممسوح العين أم لا وابراؤه للطارئ أولوي.

قوله: { وٱلأَبْرَصَ } هو من به داء البرص وهو داء عظيم يشبه البهق إذا نخس نزل منه ماء قوله: (لأنهما داءاً إعياء) أي أعييا الأطباء الذين كانوا في زمنه، فإن معجزة كل نبي على شكل أهل زمانه، كموسى فإنه بعث في زمن كثرت فيه السحرة فأعياهم بالعصا واليد بيضاء، وسيدنا محمد فإنه بعث في زمن العرب البلغاء فأعياهم بالقرآن. قوله: (بشرط الإيمان) أي بالقلب واللسان، فإن آمن بلسانه فقط لم يشف. قوله: (النفي توهم الألوهية فيه) أي في عيسى بهذا الوصف الذي لم يشارك الله فيه أحد صورة، فقوله: { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } رد عليهم، فالمعنى لو كان دليلاً على ألوهيته لكان بإذنه. قوله: (عازر) بفتح الزاي. وقوله: (صديقاً له) أي عيسى وكان قد تمرض، فأرسلت أخته لعيسى فأخبرته بمرضه وكان عى مسافة ثلاثة أيام، فجاء فوجده قد مات ودفن، فذهب مع أخته إلى قبره فدعا بالاسم الأعظم فأحيي وعاش إلى أن ولد له.

السابقالتالي
2