الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ هُمْ دَرَجَـٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } * { لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } * { أَوَلَمَّآ أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله: { هُمْ دَرَجَٰتٌ } أي رتب فمنهم المقبول فله الدرجات العلا، ومنهم المردود فله الدركات السفلى، وفيه تغليب على الدركات لشرفها.

قوله: { لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ } هذا ترق في تعظيمه صلى الله عليه وسلم، فنزهه أولاً عن الغلول، ثم بين أو وجوده بينهم نعمة عظيمة أنعم بها عليهم، وفي الحقيقة هو نعمة حتى على الكفار، وإنما خص المؤمنين لأنهم هم المنتفعون بها وتدوم عليهم، وأما الكفار وإن آمنوا به من الخسف والمسخ وكل بلاء عام ورزقوا به، إلا أن عاقبتهم الخلود في دار البوار ويتبرأ منهم ولا يشفع لهم في النجاة من العذاب.
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا   من العناية ركناً غير منهدم
قوله: (لا ملكاً) أي لعدم إطاقة البشر له، قال تعالى:وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } [الأنعام: 9]. قوله: (ولا عجمياً) أي لعدم فهمهم عنه ما أرسل به، ومن نعم الله أيضاً كون القرآن عربياً، قال تعالى:وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ } [فصلت: 44] الآية. قوله: { وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ } أي بنفسه أو بواسطة كالعلماء. قوله: (السنة) العلم النافع. قوله: (مخففة) أي من الثقيلة لا عمل لها لقول ابن مالك:
وخففت إن فقل العمل   وتلزم اللام إذا ما تهمل
قوله: { لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } أي كفر واضح ظاهر، قال العارف البرعي:
أتى والجاهلية في ضلال   وكفر تعبد الحجر الأصنا
وتأكل ميتة ودما وتسطو   على مؤودة الأطفال دفنا
فجاء بملة الإسلام يتلو   مثاني في الصلاة الخمس مثنى
قوله: { أَوَ لَمَّآ أَصَـٰبَتْكُمْ } الهمزة داخلة على قوله: { قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا } التقدير أقلتم أني هذا حين أصابتكم إلخ. قوله: (وأسر سبعين) لأن الفخر بالمأسور أعظم من المقتول لدلالته على عظم الشجاعة، فلذا قال قد أصبتم مثيلها، والمقصود من ذلك التسلية للمؤمنين. قوله: (والجملة الأخيرة) أي وهي قوله قلتم. قوله: (محل الإستفهام الإنكاري) أي فهي بمعنى النفي والمعنى لا تقولوا ذلك حين أصابتكم مصيبة، لأنه من عند أنفسكم فسببه ظاهر فلا تعجب منه. قوله: (بحلافكم) أي مخالفتكم والمعنى جازاكم عليها.