الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ ٱللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَٱدْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { وَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

قوله: { بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ } أي بعد وقت إنزالها عليك. قوله: (أي لا ترجع إليهم) أي لا تركن إلى أقوالهم.

قوله: { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } الخطاب له والمراد غيره. قوله: (ولم يؤثر الجازم في الفعل) أي لفظاً وإن كان مؤثراً محلاً. قوله: (لبنائه) أي بسبب مباشرة نون التوكيد له، بخلاف قوله: { وَلاَ يَصُدُّنَّكَ } فتأثر بالجازم، وإن كان مؤكداً بالنون لعدم مباشرتها للفعل، فإنه فصل بينهما بواو الجماعة، قال ابن مالك: وأعربوا مضارعاً إن عربا. من نون توكيد مباشر. قوله: (تعبد) أشار بذلك إلى أن المراد بالدعاء العبادة، وحينئذ فليس في الآية دليل على ما زعمه الخوارج، من أن الطلب من الغير حياً أو ميتاً شرك، فإنه جهل مركب، لأن سؤال الغير من حيث إجراء الله النفع أو الضر على يده قد يكون واجباً، لأنه من التمسك بالأسباب، ولا ينكر الأسباب إلا جحود أو جهول. قوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } أي وكل ما سوى الله تعالى قابل للهلاك وجائز عليه، لأن وجوده ليس ذاتياً له، قال بعض العارفين:
الله قل وذر الوجود وما حوى   إن كنت مرتاداً بلوغ كمال
فالكل دون الله إن حققته   عدم على التفصيل والإجمال
من لا وجود لذاته من ذاته   فوجوده لولاه عين محال
والعارفون فنوا به لم يشهدوا   شيئاً سوى المتكبر المتعال
ورأوا سواه على الحقيقة هالكاً   في الحال والماضي والاستقبال
قيل: المراد بالهلاك الانعدام بالفعل، ويستثنى منه ثمانية أشياء نظمها السيوطي في قوله:
ثمانية حكم البقاء يعمها   من الخلق والباقون في حيز العدم
هي العرش والكرسي ونار وجنة   وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم
وهو معنى قول صاحب الجوهرة:
وكل شي هالك قد خصصوا   عمومه فاطلب لما قد لخصوا
ولا مفهوم لما عده السيوطي، بل منها أجساد الأنبياء والشهداء ومن في حكمهم والحور والولدان. قوله: (إلا إياه) أشار بذلك إلى المراد بالوجه الذات، ويصح أن المراد به ما علم لأجله سبحانه وتعالى، فإن ثوابه باق. قوله: { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي في جميع أحوالكم.