الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ فِي ٱلْبُقْعَةِ ٱلْمُبَارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ ٱلآمِنِينَ } * { ٱسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ وَٱضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ ٱلرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } * { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } * { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ }

قوله: { بِأَهْلِهِ } أي زوجته وولده وخادمه. قوله: (نحو مصر) أي لصلة رحمه وزيادة أمه وأخيه. ورد أنه لما عزم على السير قال لزوجته: اطلبي من أبيك أن يعطينا بعض الغنم، فطلبت من أبيها ذلك فقال: لكما كل ما ولدت هذا العام على غير شبهها، من كل أبلق وبلقاء، فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك الماء واسق منه الغنم، ففعل ذلك، فما أخطأت واحدة إلا وضعت حملها ما بين أبلق وبلقاء، فعلم شعيب أن ذلك رزق ساقة إلى موسى وابنته، فوفى له بشرطه وأعطاه الأغنام.

قوله: { مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ } أي الأيمن بدليل ما يأتي. قوله: (عن الطريق) أي لنستدل عليها. قوله: (بتثليث الجيم) أي وكلها سبعية فالكسر قراءة الجمهور، والضم قراءة حمزة، والفتح قراءة عاصم. قوله: (قطعة وشعلة) أي عود غليظ كأن في رأسه ناراً أو لا، قيل وهو ما رأسه نار، فقوله: { مِّنَ ٱلنَّارِ } وصف مخصص على الأول وكاشف على الثاني. قوله: (والطاء بدل من تاء الافتعال) أي فأصله تصتلون، وقعت التاء بعد أحد حروف الإطباق فقلبت طاء. قوله: (بكسر اللام) أي من باب رضي، وقوله: (وفتحها) أي من باب رمى.

قوله: { نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي } الخ، قيل إن موسى لما رأى النار مشتعلة في الشجرة الخضراء، علم أن ذلك لا يقدر عليه إلا الله، فلما نودي علم أن الله هو المتكلم بذلك النداء. قوله: { ٱلأَيْمَنِ } صفة للشاطئ أو للوادي، من اليمن وهو البركة، أو اليمين مقابل اليسار، والمعنى الشاطئ الذي يلي يمين موسى. قوله: { فِي ٱلْبُقْعَةِ } متعلق بنودي. قوله: { ٱلْمُبَارَكَةِ } (لموسى) أي لأنه في ذلك المحل حصلت له البركة التامة، فتلك الليلة أسعد لياليه، كليلة الإسراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: { مِنَ ٱلشَّجَرَةِ } حال من الضمير في نودي، والتقدير نودي موسى، والحال أنه كائن في وجهة الشجرة، وليس المراد أنه سمع الكلام من جهة الشجرة فقط، بل المحققون على أنه سمع الكلام بجميع أجزائه، بلا حرف ولا صوت من جميع جهاته، كما يكون لنا في الآخرة عند رؤية ذاته تعالى، بلا كيف ولا انحصار. قوله: (بدل) أي بدل اشتمال. قوله: (أو عوسج) أي شوك. قوله: (مفسرة) أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه. قوله: (لا مخففة) أي لعدم إفادتها المعنى المقصود.

قوله: { إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } هكذا قال هنا، وي سورة طه:إِنِّيۤ أَنَاْ رَبُّكَ } [طه: 12]. وقال في النمل:نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا } [النمل: 8] ولا تنافي بل الكل قال الله له. قوله: { وَأَنْ أَلْقِ } عطف على قوله: { أَن يٰمُوسَىٰ }. قوله: (من سرعة حركتها) أي فهو وجه شبهها بالجان، وقوله في الآية الأخرى

السابقالتالي
2