الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } * { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } * { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } * { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } * { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } * { قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله: { قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ } الخطاب لكل من عنده من الجن والإنس وغيرهما. قوله: (ما تقدم) أي من التحقيق أو قلب الثانية واواً. قوله: { أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } أي وكان سليمان إذ ذاك في بيت المقدس، وعرشها في سبإ، وبينها وبين بيت المقدس مسيرة شهرين. قوله: (فلي أخذه قبل ذلك) أي قبل إتيانهم مسلمين، لأنهم حربيون حينئذ. قوله: (لا بعده) أي لأن إسلامهم يعصم ما لهم، وهذا بحسب الظاهر، وأما باطن الأمر فقصده أن يبهر عقلها بالأمور المستغربة لتزيد إيماناً. قوله: { عِفْرِيتٌ } بكسر العين وقرئ شذوذاً بفتحها. قوله: (وهو القوي) أي وكان مثل الجبل، يضع قدمه عند منتهى طرفه، وكان اسمه ذكوان وقيل صخر.

قوله: { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ } يحتمل أنه فعل مضارع، أصله أأتى بهمزتين أبدلت الثانية ألفاً، ويحتمل أنه إسم فاعل كضارب وقائم. قوله: { مِن مَّقَامِكَ } أي مجلسك. قوله: (أسرع من ذلك) أي لأن المقصود الإتيان به قبل أن تقدم هي، والحال أن بين قدومها مسيرة ساعة ونصف، ومجلسه من الغداة إلى نصف النهار. قوله: { عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أي وهو التوراة. قوله: (وهو آصف بن برخيا) بالمد والقصر، وكان وزير سليمان وقيل كاتبه، وكان من أولياء الله تعالى، وقيل الذي عنده علم من الكتاب هو جبريل، وقيل الخضر، وقيل ملك آخر، وقيل سليمان نفسه، وعلى هذا فالخطاب في قوله أنا آتيك للعفريت، وما مشى عليه المفسر هو المشهور. قوله: (كان صديقاً) أي مبالغاً في الصدق مع الله ومع عباده. قوله: { طَرْفُكَ } هو بالسكون البصر. قوله: (قال) أي آصف، وقوله أي لسليمان. قوله: (دعا بالاسم الأعظم) قيل كان الدعاء الذي دعا به: يا ذا الجلال والإكرام، وقيل يا حي يا قيوم، وقيل يا إلهنا وإله كل شيء، إلهاً واحداً، لا إله إلا أنت ائتني بعرشها. قوله: (بأن جرى تحت الأرض) أي بحمل الملائكة له لأمر الله لهم بذلك. قوله: (أي ساكناً) أي غير متحرك، كأنه وضع من قبل بزمن متسع، وليس المراد مطلق الاستقرار والحصول، وإلا كان واجب الحذف، لأن الظرف يكون مستقراً، وعلى ما ذكره المفسر فالظرف لغو عامله خاص مذكور فتدبر.

قوله: { مِن فَضْلِ رَبِّي } أي إحسانه إليّ. قوله: (وإدخال ألف) الخ، أي فالقراءات أربع سبيعات، وبقيت خامسة وهي إدخال ألف بين المحققين. قوله: (لأن ثواب شكره له) أي لأن الشكر سبب في زيادة النعم، قال تعالى:لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } [إبراهيم: 7]. قوله: (بالإفضال على من يكفرها) أي فلا يقطع نعمه بسبب إعراضه عن الشكر وكفران النعمة. قوله: { قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } معطوف في المعنى على قوله: { قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي } وكلاهما مرتب على قوله: { فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ }.

السابقالتالي
2 3