الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ }

قوله: { وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ } هو بالمد بمعنى أعطينا، وهو شروع في ذكر القصة الثانية، وكان لداود تسعة عشر ولداً أجلهم سليمان، وعاش داود مائة سنة، وسليمان ابنه نيفاً وخمسين سنة، وبين داود وموسى خمسمائة سنة وتسع وستون سنة، وبين سليمان ومحمد صلى الله عليه وسلم ألف وسبعمائة سنة. قوله: (بالقضاء بين الناس) أي وهو علم الشرائع. قوله: (ومنطق الطير) أي تصويته. قوله: (وغير ذلك) أي كتسبيح الجبال.

قوله: { وَقَالاَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } أي شكر كل منهما ربه على ما أنعم عليه به. قوله: { ٱلَّذِي فَضَّلَنَا } أي أعطانا هذا الفضل العظيم. قوله: (وتسخير الجن والإنس) الخ، ظاهره أن هذا كان لكل من داود وسليمان وهو كذلك، إلا أن سليمان فاق أباه، وكانت له السلطنة الظاهرة. قوله: { عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي الذين لم يؤتوا مثلنا، وهذه مزية، وهي لا تقتضي الأفضلية، فداود وسليمان وإن أعطيا تلك المزايا، فأولوا العزم أفضل منهما، لأن التفضيل من الله لا بالمزايا. قوله: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ } أي قام مقامه في ذلك دون سائر بنيه التسعة عشرة، مع كون النبوة والعطايا التي مع داود مستمرة معه، وليس المراد أن نبوة داود وعطاياه انتقلت منه لسليمان وصار داود بلا شيء.

قوله: { وَقَالَ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } أي قال سليمان لبني إسرائيل: شكراً لله على نعمه. قوله: { عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ } أي فهمنا الله أصوات الطير، ولا مفهوم للطير، بل كان الزرع والنبات يكلمه ويفهم كلامه، ورد أن سليمان كان جالساً، إذ مر به طائر يطوف، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر؟ إنه قال لي: السلام عليك أيها المسلك المسلط، والنبي لبني إسرائيل، أعطاك الله الكرامة، وأظهرك على عدوك، إني منطلق إلى أفراخي، ثم أمر بك الثانية، وإنه سيرجع إلينا الثانية، ثم رجع فقال لهم: يقول السلام عليك أيها الملك المسلط، إن شئت أن تأذن لي كيما أكتسب على أفراخي حتى يثبوا ثم آتيك، فافعل بي ما شئت، فأخبرهم سليمان بما قال، وأذن له فانطلق. ومر سليمان على بلبل فوق شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول هذا البلبل؟ قالوا لا يا نبي الله، قال إنه يقول: أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة وقد نصب له صبي فخاً، فخاف، فقال له سليمان احذر، فقال الهدهد: يا نبي الله هذا صبي ولا عقل له فأنا أسخر به، ثم رجع سليمان فوجوده قد وقع في حبالة الصبي وهو في يده فقال له: ما هذا؟ قال ما رأيتها حتى وقعت بها يا نبي الله، قال: وحيك فأنت ترى الماء تحت الأرض، أما ترى الفخ؟ فقال يا نبي الله إذا نزل القضاء عمي البصر.

السابقالتالي
2