الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } * { وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } * { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } * { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً }

قوله: { إِلاَّ مَن تَابَ } استثناء متصل من الضمير في يلق. قوله: { فَأُوْلَـٰئِكَ } اسم الإشارة راجع لقوله من تاب. قوله: { يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ } أي يمحو ما سبق منهم من المعاصي بسبب التوبة، ويثبت مكانها الطاعات أو نيتها، وفي القرطبي: ولا يبعد في كلام الله تعالى إذا صحت توبة العبد، أن يصنع مكان كل سيئة حسنة.

قوله: { وَمَن تَابَ } أي عن المعاصي بتركها والندم عليها. قوله: { وَعَمِلَ صَالِحاً } أي فعل الطاعات ولو بالنية، كمن فجأه الموت عقب التوبة. قوله: (فيجازيه خيراً) دفع بذلك ما يتوهم اتحاد الشرط والجزاء كأنه قال: من تاب وعمل صالحاً، فإنه يرجع إلى جزاء الله في الآخرة الجزاء الحسن. قوله: { وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } أي لا يحضرونه أو لا يشهدون به. قوله: { وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ } أي من غير تقصد منهم له. قوله: (وغيره) أي وهو الفعل القبيح. قوله: { مَرُّوا كِراماً } أي مكرمين أنفسهم بالغض عن الفواحش. قوله: (بل خروا سامعين) الخ، أشار بذلك إلى أن النفي مسلط على القيد فقط وهو قوله: { صُمّاً وَعُمْيَاناً } والمعنى إذا قرئ عليهم القرآن، ذكروا آخرتهم ومعادهم ولم يتغافلوا، حتى يكونوا بمنزلة من لا يسمع ولا يبصرز قوله: { مِنْ أَزْوَاجِنَا } { مِنْ } للبيان. قوله: (بالجمع والإفراد) أي فهما قراءتان سبعيتان.

قوله: { قُرَّةَ أَعْيُنٍ } أي ما يحصل به سرورها. قوله: { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } أي اجعلنا هداة يقتدى بنا في مواسم الخيرات والطاعات، بأن تصفي بواطننا من غيرك، حتى يكون حالنا سبباً في هداية الخلق، ولذا قيل: حال رجل في ألف رجل، أنفع من وعظ ألف رجل في رجل ولفظ إمام يستوي فيه الجمع وغيره، فالمطابقة حاصلة.

قوله: { أُوْلَـٰئِكَ } اسم الإشارة عائد على المتصفين بالأوصاف الثمانية. قوله: { ٱلْغُرْفَةَ } اسم جنس أريد به الجمع، والغرفة أعلى منازل الجنة وأفضلها، كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا. قوله: (بالتشديد) أي ومعناه يعطون، والفاعل الله، وقوله: (والتخفيف) أي فمعناه يجدون، والقرءتان سبعيتان. قوله: { تَحِيَّةً وَسَلاَماً } جمع بينهما لأن المراد بالتحية الإكرام بالهدايا والتحف، وبالسلام سلامه تعالى عليهم بالقول، أو سلام الملائكة، أو سلام بعض على بعض. قوله: (الملائكة) أي أو من الله أو من بعضهم لبعض، والمعنى تحييهم الملائكة ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة من الآفات، فتحصل أن قوله: { تَحِيَّةً وَسَلاَماً } قيل هما بمعنى واحد، وجمع بينهما لاختلاف لفظمها، وقيل متخالفان، فالتحية الإكرام بالهدايا والتحف، والسلام الدعاء، إما من الملائكة، أو من الله، أو من بعضهم لبعض.