الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } * { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ }

قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ } الخ، شروع في ذكر الآيات المتعلقة بالإفك، وهي ثماني عشرة تنتهي بقوله:أُوْلَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [النور: 26] ومناسبة هذه الآيات لما قبلها أن الله لما ذكر ما في الزنا من الشناعة والقبح، وذكر ما يترتب على من رمى غيره به، وذكر أنه لا يليق بآحاد الأمة، فضلاً عن زوجة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ذكر ما يتعلق بذلك. قوله: (أسوأ الكذب) أي أقبحه وأفحشه. قوله: (على عائشة) متعلق بالكذب، وقد عقد عليها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وهي بنت ست سنين أو سبع، ودخل عليها بالمدينة وهي بنت تسع، وتوفي عنها وهي بنت ثماني عشرة سنة. قوله: { عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ } العصبة من العشرة إلى الأربعين، وإن كان من عينتهم وذكرتهم أربعة فقط، لأنهم هم الرؤساء في هذا الأمر. قوله: (من المؤمنين) أي ولو ظاهراً، فإن عبد الله بن أبي من كبار المنافقين. قوله: (قالت) أي عائشة في تعيين أهل الإفك. قوله: (وحمنة بنت جحش) هي زوجة طلحة بن عبيد الله.

قوله: { لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ } المخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعائشة وصفوان تسلية لهم. قوله: { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } أي لظهور كرامتكم على الله وتعظيم شأنكم، وتهويل الوعيد لمن تكلم فيكم، والثناء على من ظن بكم خيراً. قوله: (يأجركم الله به) أي بسبب الصبر عليه. قوله: (ومن جاء معها) أي يقود بها الراحلة. قوله: (وهم صفوان) أي السلمي بن المعطل. قوله: (في غزوة) قيل هي غزوة بني المصطلق، وكانت في السنة الرابعة، وقيل في السادسة. وسببها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه، وقائدهم الحرث بن ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سمع بذلك خرج اليهم، حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع، من ناحية قديد إلى الساحل، فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وأمكن رسوله من أبنائهم ونسائهم وأموالهم، وردها عليهم. قوله: (بعدما أنزل الحجاب) أي وهو قوله تعالى:وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } [الزخرف: 53]. قوله: (وآذن) بالمد والقصر، أي اعلم. قوله: (وقضيت شأني) أي حاجتي كالبول مثلاً. قوله: (فإذا عقدي انقطع) أي وكان من جزع ظفار، وهو الخرز اليماني غالي القيمة، وكان أصله لأمها، أعطته لها حين تزوجها رسول الله صلى الله عليه سلم، وقيل لأختها أسماء. قوله: (ألتمسه) أي أفتش عليه. قوله: (فجلست في المنزل الذي كنت فيه) أي وهذا من حسن عقلها وجودة رأيها، فإن من الآداب، أن الإنسان إذا ضل عن رفقته، وعلم أنهم يفتشون عليه، أن يجلس في المكان الذي فقدوه فيه ولا ينتقل منه، فربما رجعوا فلم يجدوه.

السابقالتالي
2 3 4