الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ } * { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

قوله: { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ } اعلم أن الزكاة تطلق على القدر المخرج، كربع العشر في النقدين، والعشر أو نصفه من الحرث، والشاة من الأربعين، وعلى المصدر الذي هو فعل الفاعل، فعلى الأول يكون معنى فاعلون مؤدون، لأن القدر المخرج لا معنى لفعله، وعلى الثاني ففاعلون على بابه. قوله: { حَافِظُونَ } أي مانعون. قوله: (عن الحرام) أي عن كل ما لا يحل وطؤه بوجه من الوجوه. قوله: (أي من زوجاتهم) أشار بذلك إلى أن على بمعنى من.

قوله: { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } عبر مما دون من إن كان المقام له، لأن الإناث ناقصات، ولا سيما الأرقاء ففيهن شبه بالبهائم، في حل البيع والشراء. قوله: (أي السراري) جمع سرية بالضم، وهي في الأصل الأمة التي بوئت ببيت، مأخوذة من السر، وهو الجماع أو الإخفاء، لأن الإنسان كثيراً ما يسرها ويسترها عن حرته، أو من السرور لأن مالكها يسر بها. قوله: { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } علة للاستثناء. قوله: (كالاستمناء باليد) أي فهو حرام عند مالك والشافعي وأبي حنيفة، وقال أحمد بن حنبل: يجوز بشروط ثلاثة: أن يخاف الزنا، وألا يجد مهر حرة أو ثمن أمة، وأن يفعله بيده، لا بيد أجنبي أو أجنبية. قوله: { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ } أي ما ائتمنوا عليه من حقوق الخالق، كالصلاة والصوم والحج وفعل المعروف والنهي عن المنكر وحقوق الخلق، كالودائع والصنائع وأعراض الخلق وعوراتهم. قوله: (جمعاً ومفرداً) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { وَعَهْدِهِمْ } مرادف للأمانات. قوله: (حافظون) أي غير مضيعين لها. قوله: { يُحَافِظُونَ } أي يحامون عليها بشروطها وأركانها وآدابها، ولكون الصلاة عماد الدين، وأعظم أركانه ابتدأ بها أوصاف المؤمنين وختمها بها. قوله: (لا غيرهم) أخذ الحصر من وجود ضمير الفصل، لأن الجملة المعرفة الطرفين تفيد الحصر، وهو إضافي لا حقيقي، لأنه ثبت أن الجنة يدخلها الأطفال والمجانين والعصاة الذي ماتوا على الإيمان بعد العفو، لقوله تعالى:وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [النساء: 48] أو يقال: إن الحصر فيهم حقيقي بالنسبة للفردوس وباقي الجنان لمن لم يمت كافراً.

قوله: { ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ } عبر بالإرث دون الاستحقاق، لأن الإرث ملك دائم. قوله: (ويناسبه ذكر المبدإ بعده) أشار بذلك إلى وجه المناسبة بين هذه الآية وما قبلها، والمعنى أن الآية التي سبقت، ذكر فيها المعاد وما يؤول إليه أمر من اتصف بتلك الصفات، وهذه الآية ذكر فيها بيان المبدإ، وحينئذ فبين الآيتين مناسبة، وهذا أتم مما قيل، إن هذه الآية جملة مستأنفة لا ارتباط لها بما قبلها.