الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } * { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ فَمَا ٱسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } * { حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ }

قوله: (عادة) المناسب أن يقول عقلاً، لأن وجود الشريك يقضي بفساد العالم عقلاً لا عادة. قوله: { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ } اضراب انتقال، والمعنى كيف يكرهون الحق، مع أن القرآن أتاهم بتشريفهم وتعظيمهم؟ فاللائق بهم الانقياد له وتعظيمه، والعامة على قصر { أَتَيْنَاهُمْ } وقرئ بالمد بمعنى أعطينا، وحينئذ فالباء إما زائدة وذكرهم مفعول ثاني، أو المفعول، وقرئ بالقصر مع تاء المتكلم أو تاء المخاطب، وقوله: { بِذِكْرِهِمْ } هكذا قرأ العامة، وقرئ شذوذاً بذكراهم بألف التأنيث، ونذكرهم بنون العظمة. قوله: { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } راجع لقوله:أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } [المؤمنون: 70] وما بينهما اعتراض. قوله: { خَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ } تعليل لنفي السؤال المستفاد من الإنكار. قوله: (أجره وثوابه) أي في الآخرة، وقوله: (ورزقه) أي في الدنيا، فهذه الأمور كالخراج من حيث إن الله تفضل بها لعبيده فلا يتركها أبداً. قوله: (وفي قراءة خرجاً في الموضعين) الخ، أي فالقراءات الثلاث سبعيات، لكن الأولى أبلغ، من حيث إنه عبر في حق الله بالخراج المفيد للتكرار، وفي حق العبيد بالخراج المفيد عدم التكرار، والمماثلة في القراءتين الباقيتين للمشاكلة. قوله: (وأجر) بالقصر من باب ضرب ونصر، وبالمد أي أثاب. قوله: { عَنِ ٱلصِّرَاطِ } متعلق بناكبون. قوله: (عادلون) أي زائغون ومنحرفون.

قوله: { وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ } الخ قال الأشياخ: الأظهر أن هذه الآية واللتين بعدها إلى { مُبْلِسُونَ } مدنيات؛ وسبب ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة، دعا على أهل مكة بقوله: " اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف " فقحطوا حتى أكلوا العلهز، وهو بعين مسكروة ولام سكانة وهاء وزاي معجمة، شيء كانوا يتخذونه من الدم ووبر الابل في سني المجاعة، فجاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال: أنشدك الله والرحم، ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع. فنزلت الآية. قوله: { لَّلَجُّواْ } اللجاج التمادي والاستمرار على العناد في تعاطي الفعل المنهي عنه.

قوله: { وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِٱلْعَذَابِ } تأكيد لما قبله. قوله: { فَمَا ٱسْتَكَانُواْ } أصله استكونوا، نقلت حركة الواو إلى ما قبلها، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت الفاً، والمعنى لم يحصل منهم تواضع ورجوع إلى الله في الماضي. ولم يحصل التجاء إلى الله في المستقبل. قوله: (ابتدائية) أي تبتدأ بعدها الجمل. قوله: { إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ } { إِذَا } شرطية، و { إِذَا } الثانية رابطة للجواب، قائمة مقام الفاء. قوله: (آيسون) أي فالإبلاس اليأس، ومنه إبليس ليأسه من رحمة الله.