الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } * { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ } * { إِذْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ } * { أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } * { إِذْ تَمْشِيۤ أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ ٱلْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَىٰ قَدَرٍ يٰمُوسَىٰ } * { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }

قوله: { قَالَ قَدْ أُوتِيتَ } أي جواباً لمطلوباته، وقوله: { سُؤْلَكَ } أي مسؤولك، ففعل بمعنى مفعول، كأكل وخبز، بمعنى مأكول ومخبوز. قوله: { يٰمُوسَىٰ } خاطبه باسمه، إشعاراً بمحبته، وتعظيم شأنه، ورفعة قدره صلى الله عليه وسلم. قوله: (مناً عليك) أي تفضلاً حاصلاً عليك، وقدره دخولاً على ما بعده. قوله: { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ } استئناف مسوق لزيادة الطمأنينة لموسى، كأن الله يقول له: إنا قد مننا عليك بمنن سابقة، من غير دعاء منك ولا طلب، فلأن نعطيك ما تطلبه بالأولى، وصدر الجملة بالقسم، زيادة في الاعتناء بشأنه. قوله: { مَرَّةً أُخْرَىٰ } تأنيث آخر بمعنى غير، أي تحققت منتنا عليك مرة أخرى، غير المنة التي تحققت لك بسؤالك، والمراد بالمنة الجنس الصادق بالمنن الكثيرة. قوله: (للتعليل) أي لقوله مننا، والمعنى لأننا أوحينا إلى أمك الخ، ويصح أن تكون للظرفية، والمعنى ولقد مننا عليك وقت إيجائنا إلى أمك الخ، وحاصل ما ذكره من المنن من غير سؤال ثمانية: الأولى قوله: { إِذْ أَوْحَيْنَآ } الثانية قوله: { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ }. الثالثة قوله: { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ }. الرابعة { فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ }. الخامسة قوله: { وَقَتَلْتَ نَفْساً }. السادسة قوله: { وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً } السابعة قوله: { فَلَبِثْتَ سِنِينَ }. الثامنة قوله: { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي }.

قوله: { إِلَىٰ أُمِّكَ } أي واسمها يوحانذ بياء مضمومة فواو ساكنة بعدها حاء مهملة فألف فنون مكسورة فذاك معجمة. قوله: (مناماً أو إلهاماً) أي أو يقظة، ولا ينافيه كونها ليست نبية، فإن المخصوص بالأنبياء الوحي بالشرائع والتكاليف، وأما الوحي بغير الشرع فجائز حتى للنساء، كما وقع لمريم أم عيسى. قوله: (لما ولدتك) أي في السنة التي رتب فرعون اتباعه، لذبح كل من يولد من الذكور في تلك السنة، وذلك أن فرعون رأى رؤيا هالته، فقصها على الكهنة، فعبرت له بمولود يكون زوال ملكه على يديه، فأمر أتباعه بأن يذبحوا كل من يولد من الذكور، حتى شق الأمر، فأبقى القتل في سنة ورفعه في سنة، فصادف ولادة موسى، في السنة التي فيها القتل، فلما ولد، جاء أتباع فرعون يفتشون عن المولود، فوضعته أمه في التنور، فجاءت أخته وأوقدته، ففتشوا عليه فلم يجدوه، فخرجوا من عندها، فنظرت إلى التنور فوجدته موقداً، فخافت عليه، فناداها من التنور فأخرجته سالماً، فأوحى الله إليها أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فالقيه في اليم، فأخذت صندوقاً وجعلت فيه قطناً ووضعته فيه، ثم طلت رأس التابوت بالقار، وألقته في اليم، فموجه البحر حتى أدخله في نهر كائن في بستان فرعون، وكان فرعون جالساً مع آسية زوجته، فأمر به فأخرج ففتح، فإذا هو صبي أحسن الناس وجهاً، فأحبه عدو الله حباً شديداً، حتى إنه لم يقدر على بعده عنه، وذلك قوله تعالى: { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }.

السابقالتالي
2