الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } * { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } * { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } * { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } * { فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً } * { لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً }

قوله: { خَالِدِينَ فِيهِ } الجملة في محل نصب على الحال من الضمير في يحمل العائد على من باعتبار معناها، والتقدير يحملون الوزر حال كونهم مخلدين فيه. قوله: (أي في الوزر) أي عقابه، فالكلام على حذف مضاف.

قوله: { وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً } { سَآءَ } فعل ماض لإنشاء الذم، والفاعل مستتر عائد على الحمل المفسر بقوله: { حِمْلاً } و { لَهُمْ } جار ومجرور متعلق بقول محذوف، و { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ظرف لساء، و { حِمْلاً } تمييز، والمخصوص بالذم محذوف قدره المفسر بقوله: (وزرهم). قوله: { يَوْمَ يُنفَخُ } أي نأمر بالنفخ، وفي قراءة سبعية أيضاً بالياء، مع بناء الفعل للمفعول، أي ينفخ إسرافيل. قوله: (القرن) أي وفيه طاقات على عدد أرواح الخلائق. قوله: (النفخة الثانية) أي الحشر الخلائق. قوله: { زُرْقاً } حال من المجرمين. قوله: (مع سواد وجوههم) خصت بالذكر لأنها مظهر القبيح والحسن.

قوله: { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ } أي يخفضون أصواتهم ويخفونها، لما شاهوده من الرعب والهول. قوله: (من الليالي بأيامها) حمل المفسر العشر على الليالي دون الأيام لتجريده من التاء، فإن المعدود إذا كان مؤنثاً جرد العدد من التاء عكس المذكر. قوله: { أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } أي أعدلهم رأياً في الدنيا. قوله: (لما عاينوه في الآخرة من الهول) أي فنسب ذلك القول لهم، لشدة ما عاينوا من الهول، لا لكونه أقرب إلى الصدق.

قوله: { وَيَسْأَلُونَكَ } أي كفار مكة تعنتاً واستهزاء. قوله: (ثم يطيرها بالرياح) أي فالمعنى أنها تذهب بقدرة الله، فلا يبقى لهم أثر. قوله: { فَيَذَرُهَا } أي يتركها، والضمير عائد على الأرض. قوله: { قَاعاً صَفْصَفاً } حالا من الضمير في يذرها، والقاع المستوي الصلب، والصفصف الأرض الملساء، فهو قريب في المعنى من القاع، فهو توكيد له. قوله: { عِوَجاً } تقدم أن العوج بالكسر في المعاني، وبالفتح في المحسوسات، وما هنا من الثاني، لكن عبر فيه بالكسر، لأنه لشدة غرابته كأنه صار من قبيل المعاني.