الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } * { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ }

قوله: { وَإِذَا لَقُواْ } شروع في ذكر الفرقة الثانية وهم المنافقون ورئيسهم عبد الله بن سلول. قوله: { وَإِذَا خَلاَ } شروع في الفرقة الثالثة وهم الموبخون للمنافقين. قوله: { بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } ما اسم موصول وجملة فتح صلته والعائد محذوف، التقدير بالذي فتح الله عليكم به وما واقعة على أوصاف محمد صلى الله عليه وسلم. قوله: (من نعت محمد) بيان لما. قوله: (واللام للصيرورة) أي عاقبة أمرهم أنهم يحاجونكم عند ربكم، والفعل منصوب بأن مضمرة بعدها. قوله: (في الآخرة) إشارة إلى معنى العندية وهو متعلق بيحاجوكم. قوله: (أنهم يحاجونكم) أشار بذلك إلى مفعول تعقلون وأنه من كلام الرؤساء الذين لم ينافقوا. قوله: (الإستفهام للتقرير) أي على سبيل التوبيخ، حيث اعتقدوا أن المنافق يؤاخذ والكافر الأصلي لا حجة عليه وله عذر قائم عند ربه وهذه الجملة حالية. قوله: (الداخل) نعت سببي للواو فكان عليه أن يظهر فاعله ويقول، والواو الداخل الإستفهام عليها للعطف لوجود اللبس. قوله: (للعطف) أي على محذوف تقديره أيلومونهم ولا يعلمون، وتقدم أن هذا مذهب الزمخشري.

قوله: { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } هذه الجملة سدت مسد مفعولي يعلمون إن كانت على بابها أو مفعولها إن كانت بمعنى يعرفون قوله: (فيرعووا) أي فينكفوا وينزجروا وهو مرتب على قوله: { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ } كما أن قوله فتنتهوا مرتب على قوله: { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }. قوله: { وَمِنْهُمْ } شروع في ذكر الفرقة الرابعة. قوله: { أُمِّيُّونَ } أي منسوبون للأم لعدم انتقالهم عن حقيقتهم الأصلية التي ولدتهم عليها، قال تعالى:وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً } [النحل: 78] والأمي هو من لا يقرأ ولا يكتب. قوله: { إِلاَّ } (لكن) { أَمَانِيَّ } اشار بذلك إلى أن الاستثناء منقطع والأماني جمع امنية وهو ما يتمناه الشخص، ويطلق على القراءة وعلى الأكاذيب وهو المراد هنا. قوله: (فاعتمدوها) أي ثبتوا عليها ورسخت في قلوبهم. قوله: (ما) { هُمْ } اشار بذلك إلى أن إن نافية بمعنى ما، والغالب وقوعها بعد إلا التي بمعنى لكن، وهل تعمل عمل ما الحجازية فتنصب الاسم وترفع الخبر، أو لا عمل لها فما بعدها مبتدأ وخبر خلاف بين الجمهور وسيبويه فاختار سيبويه الأول مستدلاً بقول الشاعر:
إن هو مستولياً على أحد   إلا على اضعف المجانين
واختار الجمهور الثاني. قوله: (ولا علم لهم) أي ليس عندهم جزم مطابق الواقع، وإنما أخر الأميون لأنهم اقرب للإيمان بخلاف من قبلهم فإنهم وأضلوا افرأيت من تخذ إلهه هواه واضله الله على علم.