الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلَٰوةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ }

قوله: { أَتَأْمُرُونَ } سيأتي للمفسر أن الهمزة للإستفهام الإنكاري، ومحط الإستفهام قوله وتنسون أنفسكم، أي لا يليق منكم الأمر بالمعروف والبر لغيركم مع كونكم ناسين أنفسكم قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره   هلا لنفسك كان ذا التعليم
إلى أن قال:
لا تنه عن خلق وتأتي بمثله   عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال الشاعر أيضاً:
أتنهى الناس ولا تنتهي   من تلحق القوم يا لكع
ويا حجر السن ما تستحي   تسن الحديد ولا تقطع
قوله (بالإيمان بمحمد) الأخصر حذف بالإيمان، فالبر اسم جامع لكل خير كما أن الإثم اسم جامع لكل شر. ولما كان الإيمان بمحمد يسلتزم كل خير فسره به. وسيأتي تفسيره في قوله تعالى:وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } [البقرة: 177] الآية. قوله: (تتركونها) أشار بذلك إلى أنه من باب استعمال اللازم في الملزوم، أو السبب في المسبب، لأنه يلزم من نسيان الشيء تركه، وسبب الترك النسيان، والحكمة في ارتكاب المجاز الإشارة إلى أن الشأن أن العالم لا يقع منه ذلك إلا نسياناً. قوله: { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } قال بعض المفسرين إن الفاء في مثل هذا الموضع مؤخرة من تقديم، وجملة تعقلون معطوفة على جملة تتلون، والمستفهم عنه ما بعد الفاء، التقدير فأي شيء لا تعقلونه، وقال الزمخشري إن الهمزة داخلة على محذوف، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف، التقدير أتفعلون ذلك فلا تعقلون.

قوله: { وَٱسْتَعِينُواْ } قيل إن هذا الخطاب للمسلمين، وقيل لليهود فعلى الأول تكون الجملة معترضة بين أجزاء القصة، وعلى الثاني لا اعتراض. قوله: (الحبس للنفس على ما تكره) أي من المصائب والطاعات وترك المعاصي، فأقسام لصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على دوام الطاعة، وصبر عن المعاصي فلا يفعلها، والكامل من تحقق بجميعها. قوله: (أفردها بالذكر) أي مع أنها داخلة في الصبر فذكر الخاص بعد العام لا بد له من نكتة، أجاب عن ذلك بقوله تعظيماً لشأنها. قوله: (تعظيماً لشأنها) أي من حيث إن الصلاة جامعة لأنواع العبادة من تسبيح وتهليل وتكبير وذكر وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وركوع وسجود، وفي الحديث " لما أسرى به ورأى الملائكة منهم القائم لا غير، والراكع لا غير، وهكذا تمنى عبادة تجمع عبادات الملائكة فأعطي الصلاة ". قوله: (إذا حزبه) بالباء والنون ومعناها همه وشق عليه، وهذا يؤيد أن الخطاب لمحمد وأصحابه. قوله: (الشره) أي الشهوة فالمانع لهم من الإيمان بمحمد الشهوات والكبر، ولكن قد يقال إن الكافر لا يصح منه صوم ولا صلاة حتى يدخل في الإسلام، فما معنى أمرهم بذلك، أجيب بأن المراد أمرهم بعد الإسلام. قوله: (لأنه يكسر الشهوة) أي يضعفها. قوله: (تورث الخشوع) هو خضوع النفس وسكونها تحت المقادير قوله: (ثقيلة) قوله تعالى:

السابقالتالي
2