الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

قوله: { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ } قيل إن من هنا إلى خالدون من تمام آية الكرسي، وقيل ليست منها وهو الحق، وإنما ذكرت عقبها كالنتيجة لما ذكر فيها من خالص التوحيد، والمعنى لا يكره أحد أحداً على الدخول في الإسلام، فإن الحق والباطل ظاهران لكل أحد فلا ينفع الاكراه، قال تعالى:وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [يونس: 99]. قوله: (أي ظهر بالآيات البينات) أي الدلائل الظاهرة على باهر قدرته وعظيم حكمته، قال تعالى:إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [البقرة: 164] الآية. قوله: (فيمن كان له من الأنصار أولاد) أي وهو أبو الحصين كان له ابنان تنصرا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة بتجارة زيت فلقيهما أبوهما، وأحب أن يكهرههما على الإسلام، فارتفع معهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبوهما يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر إليه فنزلت وهذه الآية يحتمل أنها منسوخة بآيات القتال أو محكمة، وتحمل على من ضرب عليهم الجزية ويؤيده سبب نزولها. قوله: { بِٱلطَّاغُوتِ } مبالغة في الطغيان كالجبروت والملكوت، والمراد به ما يعبد من دون الله، ومعنى الكفر به جحده والإعراض عنه. قوله: (وهو يطلق على المفرد والجمع) أي ويعود الضمير عليه مؤنثاً ومذكراً وهو قيل مصدر وقيل اسم جنس.

قوله: { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ } تقديم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله من باب تقديم التخلية على التحلية، لأنه لا يصح إيمان بالله مع إشراك غيره معه. قوله: { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ } هذه الجملة جواب الشرط الذي هو من وقرن بالفاء لدخول قد عليها. قوله:(تمسك) أشار بذلك إلى السين والتاء زائدتان لتقوية الاستمساك. قوله: { بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } فيه استعارة تصريحية أصلية، حيث شبه دين الإسلام بالعروة الوثقى، وهي موضع المسك من الحبل بجامع أن كلا لا يخشى منه الخلل، واستعير اسم المشبه به وهو العروة الوثقى للمشبه وهو دين الإسلام، والاستمساك وعدم الانفصام ترشيحان لأنه من ملائمات المشبه به، أو فيه استعارة تمثيلية بأن يقال شبه حال من تمسك بدين الإسلام وأحكامه بحال من تمسك بالعروة الوثقى، بجامع أن كلا لا يخشى الانفكاك ولا الخلل، واستعير المشبه به للمشبه والاستمساك وعدم الانفصام ترشيحان أيضاً. قوله: { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } الانفصام الانقطاع بغير بينونة، والانقصام بالقاف الانقطاع مع بينونة، فالتعبير بالانفصام أبلغ. قوله: (لما يقال) أي سراً أو جهراً. قوله: (بما يفعل) أي خيراً أو شراً سراً أو جهراً.