الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ }

قوله: { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } هذه الآية تسمى آية الكرسي وهي أفضل أي القرآن، لأن التوحيد الذي أستفيد منها لم يستفد من آية سواها، لأن الشيء يشرف بشرف موضوعه، فإنها اشتملت على أمهات المسائل الدالة على ثبوت الكمالات لله ونفي النقائض عنه تعالى، وورد في فضلها من الأحاديث الكثيرة ما يجل على الحصر، منها من قرأها عند خروجه من بيته كان في ضمان الله حتى يرجع، ومنها من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه دخول الجنة إلا الموت، ومنها ما قرئت في دار إلا هجرتها الشياطين ثلاثين يوماً، ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة، يا علي علمها ولدك وأهلك وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها، ومنها من قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله، ومنها سيد الكلام القرآن، وسيد القرآن البقرة، وسيد البقرة الكرسي، ومنها ما ورد أنه نزل جبريل على موسى وقال له ربك يقول لك من قال عقب كل صلاة اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة وطرفة يطرف بها أهل السماوات وأهل الأرض وكل شيء هو في علمك كائن أو قد كان أقدم إليك بين يدي ذلك كله الله لا إله إلا هو الحي القيوم إلى آخرها، فإن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ليس منها ساعة إلا ويصعد إلى الله منه فيها سبعون ألف ألف حسنة، حتى ينفخ في الصور وتشتغل الملائكة، وأخذ العارفون منها فوائد جمة منها من قرأها عقب كل صلاة أربع وعشرة عدة فصولها أحبه العالم العلوي والسفلي، ومن قرأها عدة الرسل ثلاثمائة وثلاث عشرة فرج الله عنه وأزال عنه ما يكره، ومنها من قرأها عدد حروفها وهي مائة وسبعون حرفاً لا يطلب منزلة إلا وجدها ولا سعة إلا نالها ولا فرجاً من سائر الشدائد إلا حصل، ومنها أنه إذا سقي المبطون حروفها مقطعة شفي بإذن الله، ومنها من كتبها عدد كلماتها وهي خمسون كلمة وحملها أدرك غرضه من عدوه وحاسده، وإن كان للمحبة والألفة نال مقصده، وتسميتها آية الكرسي من باب تسمية الشيء باسم جزئه لذكره فيها. قوله: (الدائم البقاء) أي فحياته ذاتية له.

قوله: { ٱلْقَيُّومُ } هو من صيغ المبالغة وإن لم تكن من الصيغ المشهورة. قوله: (المبالغ في القيام بتدبير خلقه) أي فلا يشغله شأن عن شأن (ولا تخفى عليه خافية) أبداً سواء منكم من أسر القول ومن جهر به، ومن هو مستخف بالليل وسارب النهار، وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة، فقوم السماء وزينها، وبسط الأرض وجملها، وأرضى كل إنسان بما قسم له من غير تعب يحصل له من ذلك، قال تعالى:

السابقالتالي
2 3