الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } * { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله: (أي يغتسلن بعد انقطاعه) أي الماء إن كان موجوداً وقدرن على استعماله وإلا فالتيمم يقوم مقامه، ولا يجوز فربانها بعد الانقطاع وقبل الطهر عند الأئمة الثلاثة، وجوزه أبو حنيفة حيث انقطع بعد مضي أكثره وهو عشرة أيام عنده، وأما ان انقطع قبل مضي أكثره فلا يجوز قربانها إلا بالغسل أو بمضي وقت الصلاة.

قوله: { مِنْ حَيْثُ } أي في المكان الذي أمركم الله بتجنبه في زمن المحيض. قوله: (ولا تعدوه) بسكون العين وضم الدال، ويصح فتح العين وتشديد الدال. قوله: (إلى غيره) أي وهو الدبر فلا يجوز الايلاج فيه مطلقاً زمن الحيض أو لا. قوله: { ٱلتَّوَّابِينَ } أي وهم الذين كلما أذنبوا تابوا. قوله: (من الأقذار) أي الحسية والمعنوية، وقدم التوابين لئلا يقنطوا وأخر المتطهرين لئلا يعجبوا وان كانوا اعلى منهم.

قوله: { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ } أي كالأرض تحرث ليوضع فيها البذر، فشبه النساء بالأرض التي تحرث وشبه النطفة بالبذر الذي يوضع في تلك الأرض، وشبه الولد بالزرع الذي ينبت من الأرض، والمراد من تلك الآية بيان الآية المتقدمة وهي قوله: { مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ } فبين أن المراد به موضع الزرع وهو القبل لا غيره. قوله: (وهو القبل) أخذ بعضهم من الآية أنه يحرم وطء النساء في ادبارهن لأنه ليس محل الزرع، وحكمه النكاح وجود النسل، وإنما جعلت الشهوة وسيلة لذلك، وجعلت شهوة النساء أعظم، لأن مشقة النسل عليهن أعظم من الرجال، فتتسلى النساء عن المشقة بعظم الشهوة. قوله: { أَنَّىٰ شِئْتُمْ } أنى بمعنى كيف فهي لتعميم الأحوال. قوله: (وأدبار) أي فيجامعها من جهة دبرها لكن في الفرج، والوارد في السنة عن رسول الله في صفة إتيانه لنسائه أنه كان يجلس بين شعبها الاربع وهي مستلقية على ظهرها، وقال الحكماء ادامة الجماع وهو مضطجع على جنبه يورث وجب الجنب. وقله: (جاء الولد أحول) أي بياض عينه مكان سوادها. قوله: (كالتسمية عند الجماع) أي بأن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا، فإنه إذا فعل ذلك حفظ الولد من الشيطان، وكتب له بعدد انفاسه وانفاس اولاده حسنات إلى يوم القيامة. قوله: (في أمر) أي بالأتيان في القبل والتسمية وقوله ونهيه عن الأتيان في الدبر، وإنما طلبت التسمية في ذلك الموضع لأنها ذكر في وقت غفلة فيكتب من الذاكرين الله في الغافلين، وأهل الله في ذلك لهم تجليات ومشاهدات تجل عن الحصر والكيف، وإلى ذلك الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام: " حبب إليّ من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجلعت قرة عيني في الصلاة " حيث قدم النساء، ولا يقال إن الاشتغال بمشاهدة المنعم يحجب عن اللذة، لأنه يقال إنه مقام جمال وبسط لا جلال وقبض، فعند ذلك تزداد القوة لما ورد أن رسول الله اعطي قوة أربعة آلاف رجل من أهل الدنيا في الجماع، ويقرب ذلك إذا اضافك ملك عظيم وصنع لك طعاماً عظيماً وجلس معك يباسطك بأنواع المباسطات، فان شهودك له ومسامرته تزيد لذتك في طعامه وشرابه أكثر من تمتعك بذلك في حال غيبتك عنه، فسبحان المعطي المانع.

قوله: { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ مُّلاَقُوهُ } أي ملاقوا جزائه.


PreviousNext
1