الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { يَسْأَلُونَكَ } أي أصحابك المسلمون. قوله: { مَاذَا يُنْفِقُونَ } ما اسم استفهام مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي خبره، وجملة ينفقون صلته والعائد محذوف أي ينفقونه، والمعنى أن أصحابك يسألونك عن الشيء الذي ينفقونه هل ينفقون مما تيسر ولو حراماً أو يتحرون الحلال، وفي الآية حذف سؤال آخر دل عليه الجواب، والتقدير وعلى من ينفقون، والسؤال عن صدقة التطوع بدليل الجواب. قوله: (السائل عمرو) أي إنما جمع السائل في الآية لأن التكليف لكل مسلم، فكان هذا السائل ترجماناً عن كل مسلم، وإنما اعتنى بذلك السؤال لأن الإنسان يوم القيامة ورد أنه يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه. قوله: (فسأل النبي الخ) أي وحينذ ففي الآية اكتفاء في السؤال حيث حذف الشق الثاني واكتفى بجوابه. قوله: { مِّنْ خَيْرٍ } أي حلال. قوله: (الذي هو أحد شقي السؤال) أي المذكور في الآية، قوله: (وأجاب أي عن الصرف الخ) أي الذي سؤاله مطوي.

قوله: { وَٱلأَقْرَبِينَ } أي من أولاد وإخوة وأعمام وعمات، وهو من عطف العام على الخاص، وصرح بذكر الوالدين وإن دخلا في الأقربين اعتناء بشأنهما. قوله: { وَٱلْيَتَامَىٰ } جمع يتيم وهو من فقد أباه وهو دون البلوغ، وقدم اليتامى على المساكين لعجزهم عن التكسب. قوله: { وَٱلْمَسَاكِينِ } المراد بهم ما يشمل الفقراء. قوله: { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } أي الغريب المسافر. قوله: { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ } ما شرطية، وتفعلوا فعل الشرط، وما بعد الفاء جوابه، وأتى بتلك الجملة طمأنينة للمؤمن في الاكتفاء بوعد الله في المجازاة لأنه وعد بها ووعده لا يتخلف، ومع ذلك لا يغيب عن علمه مثقال ذرة، فيلزم من علمه بالخير من العبد مجازاته عليه، والأسرار بنفقة التطوع أفضل لأن صاحبها من جملة من يظله الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلى ظله. قوله: أو غيره) أي كالكلام اللين الطيب. قوله: { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي وقد التزم جزاءه وحقيق بأن ينجزه.

قوله: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ } أي وكان فرضه بعد الهجرة بعد أن نهى رسول الله عنه في نيف وسبعين آية، وهو فرض عين إن فجأ العدو، وكفاية إن لم يفجأ بأن كان في بلده ونحن الطالبون له. قوله: (الكفار) أي الحربيين أهل الذمة فيحرم قتالهم. قوله: (طبعاً) أي فهو مكروه من جهة الطبع ولا يلزم من كون الطبع كرهه أنه كاره حكم الله به، بل هو من باب مخالفة النفس. قوله: { وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً } الترجي في كلام الله ليس على بابه بل هو للتحقيق لأنه خبر من أحاط بكل شيء علماً، وعسى هنا تامة تكتفي بمرفوعها قال ابن مالك:
بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد   غنى بأن يفعل عن ثان فقد

السابقالتالي
2