الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَيُشْهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلْخِصَامِ } * { وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلفَسَادَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْكُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَقُضِيَ ٱلأَمْرُ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }

قوله: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ } معطوف على قوله فمن الناس من يقول ربنا الآية، فقد قسم الله الناس على أربعة أقسام: الأول من يطلب الدنيا لا غير، ومنهم من يطلب الدنيا والآخرة، ومنهم من يظهر أنه من أهل الآخرة مع أنه في الواقع من أهل النار، ومنهم منه هو مؤمن ظاهراً وباطناً، وذكرهم على هذا الترتيب. قوله: (الأخنس بن شريق) هذا لقبه واسمه أبي وكان يتبعه ثلاثمائة منافق من بني زهرة، وسبب تلقيبه بالأخنس أنه اختفى يوم بدر هو وجماعته فقال لهم إن انتصر محمد فالعزة لكم لعدم ظهور العداوة منكم، وان انتصر الكفار فقد كفيتموه. قوله: (حلو الكلام) أي والمنظر قوله: (فيدني مجلسه) أي فيقربه منه، وفي الحديث: " إنا لنبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم ". قوله: (فأكذبه الله في ذلك) أي في دعواه وفي حلفه. قوله: (وحمر) جمر حمار. قوله: (وعقرها) أي قطع رجلها. قوله: { لِيُفْسِدَ فِيِهَا } علة لقوله سعى. قوله: { وَيُهْلِكَ ٱلْحَرْثَ وَٱلنَّسْلَ } تفصيل للإفساد.

قوله: { بِٱلإِثْمِ } الباه للملابسة، والإتيان بقوله بالإثم يسمى عند علماء البديع تتميماً لأنه ربما يتوهم أن المراد عزة ممدوحة. قوله: { وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } أي إن الله جعل له جهنم غطاء ووطاء، فأكرمه كما تكرم أم الصبي ولدها بالغطاء والوطاء اللينين وذلك من باب التهكم. قوله: (وهو صهيب) أي ابن سنان الرومي حين أسلم تعرض له المشركون وآذوه، فقال إني رجل كبير مسكين ليس بنافعكم وفراري ليس بضاركم، فإن كان من جهة المال فها هو فتركه وهاجر لرسول الله، وقد مدحه رسول الله بقوله نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه، أي لو انتفى عنه خوف الله لا يقع منه عصيان، لأن طاعته محبة في الله لا طمعاً في جنة ولا خوفاً من نار. قوله: (حيث أرشدهم لما فيه رضاه) أي فقد جعل النعيم الدائم في نظير العمل القليل، فإن الخلود في الجملة جزاء كلمة الإخلاص وهم جملة رأفته مضاعفة الحسنات وعدم مضاعفة السيئات، وعدم مؤاخذة من كفر خوف القتل، وقبول التائب وأن بالغ في العصيان وطال زمانه. قوله: (ونزل في عبد الله بن سلام) أي وكان من أحبار اليهود. قوله: (وأصحابه) أي الذين أسلموا معه من اليهود. قوله: (لما عظموا السبت) أي احترموه بتحريم الصيد فيه كما كان في شرع موسى. قوله: (وكرهوا الإبل) أي حيث حرموا أكل لحومها وشرب ألبانها. قوله: (بعد الإسلام) أي بعد أن دخلوا في الإسلام لم يتمسكوا بجميع شرائعه، فوبخهم الله على ذلك. قوله: (بفتح السين وكسرها) قراءتان سبعيتان هنا وفي الأنفال والقتال لكن الأكثر هنا الكسر وما هناك العكس، وقوله الإسلام إشارة لمعناه هنا على القراءتين، وأما في الأنفال والقتال فمعناه الصلح.

السابقالتالي
2