الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ } * { وِمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي ٱلآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { أُولَـٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ فِيۤ أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ ٱتَّقَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوآ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }

قوله: { ثُمَّ أَفِيضُواْ } أي قفوا بعرفة، وتقدم أن معنى الإفاضة الدفع فأطلقه وأراد لازمه وهو الوقوف. قوله: (ترفعاً) أي تكبراً. قوله: (وثم للترتيب في الذكر) جواب عن سؤال مقدر حاصله أن الإتيان بثم يقتضي أن الأمر بالوقوف بعد رجع الناس من عرفة ووصولهم منى مع أن الأمر ليس كذلك، فأجاب المفسر بذلك، وأجيب أيضاً بأن ثم بمعنى الواو وهي لا تقتضي ترتيباً وأجيب أيضاً بأن في الكلام تقديماً وتأخيراً، فقوله: (ثم أفيضوا) معطوف على قوله فاتقون، وقوله: (فإذا أفضتم) مرتب عليه، ويكون الخطاب لعموم الناس. قوله: { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } أي اطلبوا منه مغفرة ذنوبكم بتلك المواضع المطهرة فإنها مهبط تجلي الرحمات وإجابة الدعوات.

قوله: { مَّنَاسِكَكُمْ } جمع منسك وهي العبادات التي عين الشارع لها أماكن مخصوصة، كالطواف لا يكون إلا بالبيت، والسعي لا يكون إلا بين الصفا والمروة، والوقوف لا يكون إلا بعرفة، والرمي لا يكون إلا بمنى، فالمعنى أديتم العبادات في أماكنها المعهودة. قوله: (المفاخرة) كانت العرب في الجاهلية بعد فراغ حجهم يذكرون آبائهم بالخصال الحميدة نظماً ونثراً فكان الواحد منهم يقول مثلاً إن أبي كان كبير الجفنة أي القصعة فتاكاً بالشجعان وهكذا الآية يوما اجتماع للقبائل من العام إلى العام. قوله: (من ذكراً المنصوب باذكروا) أي على المصدرية. قوله: (إذ لو تأخر عنه لكان صفة له) أي لأن القاعدة أن نعت النكرة إذ تقدم عليها يعرب حالاً وتعرب النكرة بحسب العوامل، فيكون التقدير فاذكروا الله ذكراً كائناً كذكركم آباءكم أو أشد.

قوله: { فَمِنَ ٱلنَّاسِ } هذا بيان لحال من يقف بعرفة، قوله: { مِنْ خَلاَقٍ } من صلة قوله: (نصيب) أي حظ وهذا دعاء غير المؤمنين بغير الآخرة، وقوله ومنهم هذا هو دعاء المؤمنين بها. قوله: (نعمة) أي بركة وخيراً وذلك كالعافية والزوجة الحسنة والدار الواسعة وغير ذلك مما يعين على الدار الآخرة فكل أمر في الدنيا يوافق الطبع ويعين على الدار الآخرة فهو من حسنات الدنيا. قوله: (هي الجنة) أي دخولها بسلام بحيث يموت على الإسلام والا يلحقه حساب ولا عذاب ويرى وجه الله الكريم، وهذا أحسن ما فسر به حسنة الدنيا والآخرة، وهو معنى قوله في الحديث لعائشة: " سلي الله العافية في الدارين ".

قوله: { وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } من عطف اللازم على الملزوم، وأصل قنا أو قنا حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها في المضارع ثم حذفت الهمزة للإستغناء عنها لأنه أتى بها توصلاً للنطق بالساكن وقد زال، وقد ورد أن المؤمن الناجي يكون بينه وبين النار مسيرة خمسمائة عام عرضاً وعمقاً. قوله: (بعدم دخولها) أي أصلاً فلا ندخلها ولا نراها. قوله: (لما كان عليه المشركون) أي هو الأول، وقوله، ولحال المؤمنين أي وهو الثاني.

السابقالتالي
2