الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله: { وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي ابذلوا أنفسكم وأموالكم في طاعته ومراضيه، سواء الجهاد وغيره كصلة الرحم ومراعاة الضعفاء والفقراء من عباد الله. قوله: { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ } عبر الأيدي عن الأنفس اكتفاء بالجزء الأهم من النفس كقوله في آية أخرى:وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } [الشورى: 30] أي أنفسكم. قوله: { إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } إي إلى الهلاك أي إلى أسبابه، وأسباب الهلاك إمساك الأموال والأنفس عن الجهاد لأن به يقوى العدو وتكثر المصائب في الدين والذل لأهل كما هو مشاهد، ومن أنفق أمواله ونفسه في سبيل الله فقد ألقى بنفسه إلى العز الدائم في الدنيا والآخرة، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. قوله: { وَأَحْسِنُوۤاْ } أي افعلوا الإحسان بالإنفاق في سبيل الله وغيره من أنواع العبادات. قوله: (أي يثيبهم) فسر المحبة في حق الله بالإثابة، لأن حقيقتها وهي ميل القلب للمحبوب مستحيلة في حق الله تعالى، والإثابة لازمة لذلك، والقاعدة أن كل ما استحال على الله باعتبار مبدئه وورد يطلق ويراد لازمة وغايته.