الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي ٱلظَّالِمِينَ }

قوله: { وَ } (اذكر) { إِذِ ٱبْتَلَىٰ } أشار بذلك إلى أن إذ ظرف لمحذوف قدره بقوله اذكر، والخطاب لمحمد، أي اذكر يا محمد لقومك وقت ابتلاء ابراهيم، ويصح تقدير اذكروا، ويكون خطاباً لبني إسرائيل، والمقصود من ذكر قصة إبراهيم إقامة الحجة على المخالف من اليهود والنصارى ومشركي العرب، لأن الفرق جميعها يعترفون بفضل إبراهيم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: انظروا التكاليف التي كلف بها إبراهيم هل هي موافقة لما جئت به أو مخالفة. قوله: (وفي قراءة إبراهام) هما قرءاتان سبعيتان وهاتاه لغتان من سبع، والثالثة والرابعة والخامسة بغير ياء والهاء مثلثة، والسادسة بغير ياء والف مع فتح الهاء، والسابعة إبراهوم وهو اسم أعجمي وتعريبه أب رحيم وهو ابن تارخ بن آزر بن شاروخ بن أرغو بن فالغ بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وإبراهيم مفعول مقدم وربه فاعل مؤخر وتقديم المفعول هنا واجب لإتصال الفاعل بضمير يعود على المفعول، فلو قدم الفاعل لزم عليه عود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة، قال ابن مالك:
وشاع نحو خاف ربه عمر   وشذ نحو زان نوره الشجر
والإختبار في الأصل الإمتحان بالشيء، ليعلم صدق ذلك الشخص أو كذبه، وهو مستحيل على الله لأنه علم بذلك قبل الإختبار، وإنما المراد عامله معاملة المختبر ليظهر ذلك للخلق، فاختبر إبراهيم صدقه، وإبليس فظهر كذبه. قوله: { بِكَلِمَاتٍ } قيل ثلاثون من شريعتنا: عشرة في براءة وهي التائبون العابدون إلى وبشر المؤمنين، وعشرة في الأحزاب وهي إن المسلمين والمسلمات إلى قوله أعد الله لهم مغفرة الآية، وتسعة في المؤمنون من أولها إلى أولئك هم الوارثون، وواحدة في سأل وهي والذين هم بشهاداتهم قائمون، وقيل هي التكاليف بخدمة البيت، وقيل ذبح ولده والرمي في النار، وهجرته من الشام إلى مكة، وانظر في الشمس والقمر والكواكب لإقامة الحجة على قومه، وبضميمة ما ذكره المفسر تكون أقولاً خمسة ولا مانع من إرادة جميعها. قوله: (مناسك الحج) أي واجباته وسننه. قوله: (وقيل المضمضة إلخ) هذه عشرة أشياء الخمسة الأول في الوجه والرأس وما عداها في باقي الجسد. قوله: (والختان) ورد أنه أول من اختتن، وأول من قص الشارب، وأول من قلم الأظفار، وأول من رأى الشيب، فلما رأه قال يا رب ما هذا قال الوقار قال يا رب زدني وقاراً، وقوله: (والإستنجاء) أي بالماء، وأما بالحجر فهو من خصائص هذه الأمة. قوله: { فَأَتَمَّهُنَّ } أي لم يفرط في شيء منها.

قوله: { قَالَ } (تعالى) هذه كلام مستأنف واقع في جواب سؤال كأنه قيل ما فعل الله به بعد ذلك، أجاب بقوله قال له إني جاعلك للناس إماماً، ومن ذلك أن العاطيا الربانية تكون بعد التخلي عن الأغيار بالأختبار، قوله: { لِلنَّاسِ } يحتمل أن تكون ظرفاً لغواً متعلقاً بجاعلك، ويحتمل أنه حال من إماماً لأنه نعت نكرة تقدم عليها وجاعل بمعنى مصير، فينصب مفعولين الكاف مفعول أول وإماماً مفعول ثان قوله: { وَمِن ذُرِّيَّتِي } هذا كعطف التلقين كما يقال لك سآمرك فتقول وزيداً ومن للتعبيض وتخصيص البعض بذلك لبداهة استحالة إمامة الكل وإن كانوا على الحق.

السابقالتالي
2