الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } * { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ } * { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ }

قوله: { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ } هذه مقالة قالها الله له حين قالت اليهود لا نرضى عنك حى تتبع ما نحن عليه، وكذلك قالت النصارى. قوله: (وما عداه ضلال) أخذ ذلك من الجملة المعرفة الطرفين فإنها تفيد الحصر. قوله: (لام قسم) أي محذوف تقديره وعزتي أو والله وعلامة كونها لام قسم وقوعها قبل إن الشرطية. قوله: (فرضاً) أي على فرض وقوعه أو ذلك تخويف لأمته على حد ما قيل في لئن اشركت ليحبطن عملك. قوله: { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ } هذا جواب القسم وجواب الشرط محذوف دل عليه المذكور لتأخر الشرط عن القسم لقول ابن مالك:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم   جواب ما أخرت فهو ملتزم
ولو كان جواباً للشرط لا قترن بالفاء لكونه منفياً بما. قوله: { مِن وَلِيٍّ } من زائدة لتأكيد النفي. قوله: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } أي القرآن وآيتنا صلة الذين والهاء مفعول أول والكتاب مفعول ثان. قوله: (والجملة حال) أي إما مؤولة باسم الفاعل أو المفعول، فعلى الاول هي حال من مفعول آتينا الأول الذي هو الضمير، وعلى الثاني هي حال من الكتاب. قوله: (نصب على المصدر) في الحقيقة صفة لمصدر محذوف تقديره تلاوة حق التلاوة، والمعنى يقرؤونه مجوداً مرتلاً بخشوع وخضوع، كما نزل من جبريل لا ينقصون عما ورد ولا يزيدون عليه، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه ويصدقون وعده ووعيده ويتدبرون معانيه يعملون بمحكمه ويفوضون علم متشابهه إلى الله. قوله: { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ } مبتدأ وخبر والجملة خبر المبتدأ. قوله: (نزلت في جماعة) أي أربعين اثنان وثلاثون من الحبشة وثمانية من رهبان الشام منهم بحيرا الراهب، مقدمهم جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (وأسلموا) أي وصاروا يتلون القرآن حق التلاوة، هكذا ذكر المفسر سبب نزولها، وقيل نزلت في كل من اتصف بهذا الوصف، وقيل في عبد الله بن سلام وأضرابه. قوله: (بأن يحرفه) أي متعمداً بأن يتلاعب بمعانيه والفاظه ويأخذ بظاهره، والضمير عائد على القرآن، وذلك كالخوارج الذين يأخذون بظاهره ولا يعرفون معانيه فضلوا واصلوا، فإن من جملة أبواب الكفر الأخذ بظواهر الكتاب والسنة.

قوله: { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ } تقدمت هذه الآية وكررها لمزيد التقبيح عليهم. قوله: { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ } أي بالشكر عليها والمراد بها الجنس. قوله: (تقدم مثله) أي من أن المراد عالمي زمانهم، أو أن المراد آباؤهم الأنبياء، أو المراد بالتفضيل المزايا ففيهم مزايا لم توجد في غيرهم كفلق البحر وتفجير الماء من الحجر والمن والسلوى.

قوله: { يَوْماً } أي عذاب يوم. قوله: (تغني) { نَفْسٌ } أي مؤمنة وقوله: { عَن نَّفْسٍ } أي كافرة، وهذه الجملة صفة ليوماً وهو نكرة والجملة إذا وقعت صفة لنكرة فلا بد لها من رابط، وقد قدره المفسر بقوله فيه قوله: { وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ } أي لا شفاعة لها حتى يترتب عليها النفع، قال تعالى:فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } [الشعراء: 100-101] واتفقت القراءات السبع على الياء في يقبل ولم يقرأ أحد بالتاء، والقراءة سنة متبعة.