الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } * { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ }

قوله: { ذٰلِكَ } أي المذكور بتلك الأوصاف، واسم الإشارة مبتدأ، و { عِيسَى } خبره، و { ٱبْنُ مَرْيَمَ } صفته، { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } خبر مبتدأ محذوف، أي قول أبن مريم قول الحق، وهو من إضافة الموصوف للصفة، أي القول الحق، والمعنى أن الموصوف بما ذكر من الأوصاف، هو عيسى ابن مريم، وقوله: القول الحق أي الصدق المطابق للواقع. قوله: (وبالنصب) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (بتقدير قلت) أي فهو مصدر مؤكد لعامله. قوله: (والمعنى) أي على كل من القراءتين، فعلى الرفع يكون المعنى قول عيسى القول الحق، وعلى النصب يكون المعنى قلت حاكياً عن عيسى القول الحق، والقائل ذلك هو الله تعالى.

قوله: { ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } خبر لمحذوف أي هو عيسى الذي فيه يترددون ويتحيرون. قوله: (قالوا إن عيسى ابن الله) أي وقالوا غير هذه المقالة في قوله:فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ } [مريم: 37] وإنما اقتصر على هذه هنا، لأنها التي يتضح إبطالها بقوله: { مَا كَانَ للَّهِ } الخ. قوله: { مَا كَانَ للَّهِ } أي لا يمكن ولا يتأتى لأنه مستحيل، لا تتعلق به القدرة. قوله: { أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ } { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم كان، والمعنى ما كان اتخاذ الولد من صفته بل هو محال، قال تعالى:تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَـٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } [مريم: 90-92]. قوله: (عن ذلك) أي اتخاذ الولد.

قوله: { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } هذا كالدليل لما قبله كأنه قال: إن اتخاذ الولد والسعي في أسبابه، شأن العاجز الضعيف المتحاج الذي لا يقدر على شيء، وأما القادر الغني الذي يقول للشيء { كُن فَيَكُونُ } ، فلا يحتاج في اتخاذ الولد إلى إحبال الأنثى، وحيث أوجده بقول { كُن } لا يسمى ابناً له، بل هو عبده ومخلوقه، فهو تبكيت وإلزام لهم بالحجج الباهرة. قوله: (بتقدير أن) أي بعد وفاء السببية الواقعة بعد الأمر. قوله: { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ } هذا من كلام عيسى، سواء قرئ بكسر إن أو فتحها، فهو من تعلقات قوله:وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ } [مريم: 31] قوله: (بتقدير اذكر) أي اذكر يا عيسى أن الله الخ. قوله: (بتقدير قل) أي وإن تكسر بعد القول. قوله: { هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } من كلام عيسى أيضاً. قوله: (المذكور) يعني القول بالتوحيد ونفي الولد.