الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } * { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } * { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } * { وَبَرّاً بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } * { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }

قوله: { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } أي وحينئذٍ غضب القوم وقالوا: أتسخرين بنا؟ ثم قالوا: { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً }. قوله: (وجد) أشار المفسر إلى أن { كَانَ } تامة، وحينئذ فصبياً حال، ويصح أن تكون ناقصة وصبياً خبرها. قوله: { فِي ٱلْمَهْدِ } قيل المرد به حجرها، وقيل هو المهد بعينه، ورد أنه لما أشارت إليه ترك الرضاع، واتكأ على يساره، وأقبل عليهم؛ وجعل يشير بيمينه وقال: { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ } الخ. قوله: { عَبْدُ ٱللَّهِ } وصف نفسه بذلك لئلا يتخذ إلهاً، وكل هذه الأوصاف تقتضي براءة أمه، لأن هذه أوصاف الكاملين المطهرين من الأرجاس. قوله: { وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } أي في الحال، وقيل المراد سيجعلني بعد الأربعين قولان للعلماء، والله أعلم بحقيقة الحال. قوله: (أي نفاعاً للناس) أي لأنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ويهدي من ضل. قوله: (إخبار بما كتب له) أي فالماضي بمعنى المستقبل، وقيل على حقيقته. قوله: (أمرني بهما) بفعلهما. قوله: { وَبَرّاً } العامة على فتح الباء وقرئ بكسرها، إما على حذف مضاف أي ذا بر، أو مبالغة. قوله: (متعاظماً) أي بل جعلني متواضعاً، ومن تواضعه أنه كان يأكل ورق الشجر، ويجلس على التراب، ولم يتخذ له مسكناً.

قوله: { وَٱلسَّلاَمُ } أل فيه للعهد، أي السلام الحاصل ليحيى حاصل لي، فلا يقال إن يحيى سلم عليه ربه، وعيسى سلم على نفسه، بل هو حاك السلام عن الله. قوله: { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } هذا آخر كلامه، ثم سكت بعد ذلك، فلم يتكلم حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الأطفال. قوله: (قال تعالى) أشار بذلك إلى أن هذا من كلام الله تعالى، وأما كلام عيسى فقد انتهى إلى قوله: { حَيّاً }.