الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } * { قَالُواْ يٰذَا ٱلْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً } * { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً } * { آتُونِي زُبَرَ ٱلْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ ٱلصَّدَفَيْنِ قَالَ ٱنفُخُواْ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِيۤ أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً } * { فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً } * { قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً }

قوله: { قَوْماً } أي وهم الترك والروم. قوله: { لاَّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً } أي لغرابة لغتهم وبطء فهمهم. قوله: (وفي القراءة) أي وهما سبعيتان، والمعنى لا يفهمون غيرهم لشدة عجمتهم، فكلامهم مغلق.

قوله: { قَالُواْ } أي قال مترجمهم، لأنهم من أولاد يافت بن نوح، وذو القرنين من أولاد سام، فلا يفهم لغتهم، وإنما كان لهم مترجم يفهم كلاً من اللغتين، وقيل خاطبوه بأنفسهم وفهم لغتهم، كرامة لما تقدم أن الله جعل له فهماً يفقه به كل شيء وهو الأقرب. قال أهل التواريخ: أولاد نوح ثلاثة: سام وحام ويافث، فسام: أبو العجم والعرب والروم. وحام: أبو الحبشة والزنج والنوبة. ويافث: أبو الترك والبربر وصقالبة ويأجوج ومأجوج. قال ابن عباس: هم عشرة أجزاء، ولد آدم كلهم جزء.

قوله: { إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ } روي أن كلاً من الجبلين اشتمل على أربعة آلاف أمة، لا يموت الواحد منهم، حتى ينتظر ألف ذكر من صلبه، كلهم قد حمل السلاح، وهم أصناف: صنف منهم طوله عشرون ومائة ذراع في السماء، وصنف منهم طولهم وعرضه سواء عشرون ومائة ذراع، وصنف منهم يفترش أحدهم إحدى إذنيه ويلتحف بالأخرى، لا يمرون بفعيل ولا وحيش ولا خنزير إلا أكلوه، ومن مات منهم أكلوه، والجميع كفار، دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان ليلة الإسراء فلم يجيبوا. قوله: (بالهمز وتركه) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أعجميان) أي لا اشتقاق لهما، ومنعا من الصرف للعملية والعجمة. قوله: (بالنهب والبغي) فكانوا يخرجون أيام الربيع إلى أرضهم، فلا يدعون فيها شيئاً أخضر إلا أكلوه، ولا يابساً إلا احتملوه وأدخلوه أرضهم. قوله: (عند خروجهم) أي من هذه الفتحة. قوله: (وفي قراءة خراجاً) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (وفي قراءة بنونين) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (غيره) أي كالملك. قوله: (وأجعل لكم السد تبرعاً) روي أنه قال لهم: أعدوا لي الصخر والحديد والنحاس حتى أعلم علمهم، فانطلق حتى توسط بلادهم، فوجد طول الواحد منهم، مثل نصف الرجل المربوع منا، لهم مخاليب وأضراس كالسباع، ولهم شعر يواري أجسادهم، ويتقون به من الحر والبرد، ولكل واحد منهم أذنان عظيمتان، يفترش إحداهما، ويلتحف بالأخرى، يصيف في واحدة، ويشتي في الأخرى، يتسافدون تسافد البهائم، فلما عاين ذو القرنين ذلك، اهتم بالسد، فبنى الجدار على الماء بالصخر والحديد والنحاس المذاب، فلما وصل إلى ظاهر الأرض، بنى بقطع الحديد، وأفرغ عليه النحاس المذاب، ولا يشكل هذا على ما تقدم من أنهم أصناف، لأنه رأى صنفاً من الأصناف.

قوله: { آتُونِي } بفتح الهمزة وكسرها مع المد، فيهما قراءتان سبعيتان، فزبر على الفتح منصوب على المفعولية، وعلى الكسر منصوب بنزع الخافض.

السابقالتالي
2