الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَٱنْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلاَماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } * { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } * { قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَٰحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً } * { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ ٱسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } * { قَالَ هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً }

قوله: { غُلاَماً } قيل كان اسمعه شمعون. قوله: (لم يبلغ الحنث) يطلق الحنث على المعصية وعلى مخالفة اليمين، والمراد لم يبلغ حد التكليف، ومن باب إطلاق الملزوم وإرادة اللازم. قوله: (مع الصبيان) أي وكانوا عشرة. قوله: (أو اقتلع رأسه بيده) أي بعد أو لوى عنقه. قوله: (لأن القتل عقب اللقى) أي بخلاف السفينة، فإن الخرق لم يكن عقب ركوبها، فلذا لم يأت بالفاء. قوله: (وفي قراءة) وهما سبعيتان. قوله: { بِغَيْرِ نَفْسٍ } أي من غير استحقاقها للقتل، والجار والمجرور متعلق بقتلت.

قوله: { لَّقَدْ جِئْتَ } أي فعلت. قوله: { نُّكْراً } هو أعظم من الأمر، لأن فيه القتل بالفعل، بخلاف خرق السفينة، فإنه يمكن تداركه، وقيل بالعكس، لأن الأمر قتل أنفس متعددة بسبب الخرق، فهو أعظم مِن قتل الغلام وحده. قوله: (بسكون الكاف وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (لعدم العذر هنا) لأنه لم يبد هنا عذراً. قوله: (بالتشديد والتخفيف) أي فهما قراءتان سبعيتان، والنون للوقاية أتى بها لتقي الفعل من الكسر، كما أتى بها في من وعن محافظة على تسكين النون. قوله: { إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ } أي وكان إتيانهم لها بعد الغروب، والليلة باردة ممطرة. قوله: (هي أنطاكية) بتخفيف الياء. قوله: (طلبا منهم الطعام) روي أنهما طافا في القرية فاستطعاهم فلم يطعموهما، واستضافاهم فلم يضيفوهما، فأطعمتهم امرأة من أهل بربرة، فدعوا لنسائهم، ولعنا رجالهم، وعن قتادة: شر القرى من لا تضيف الضيف. قوله: (مائة ذراع) أي عرضه خمسون، وامتداده على وجه الأرض خمسمائة ذراع. قوله: { فَأَقَامَهُ } (الخضر بيده) قيل مسه بها فاستقام، وقيل أقامه بعامود، وقيل نقضه وبناه.

قوله: { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } أي كان ينبغي لك أخذ جعل منهم على فعلك، لتقصيرهم فينا مع حاجتنا، فقد فعلت المعروف مع غيره أهله. قوله: (وفي قراءة) أي بإظهار الذال وإدغامها في التاء، على كل فتكون القراءات أربعاً سبعيات. قوله: { بِتَأْوِيلِ } أي تفسير هذه الآيات التي وقعت لموسى مع الخضر، وحكمة تخصيص الخضر لموسى بتلك الثلاث، وما ورد أنه لما أنكر خرق السفينة، نودي: يا موسى أين كان تدبيرك هذا، وأنت في التابوت مطروحاً في اليم؟ فلما أنكر أمر الغلام قيل له: أين إنكارك هذا، من وكزك القبطي وقضائك عليه؟ فلما أنظر إقامة الجدار نودي: أين هذا من رفعك حجر البئر لبنتي شعيب دون أجر؟