الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } * { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } * { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } * { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } * { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً }

و { كِلْتَا } مضاف، و { ٱلْجَنَّتَيْنِ } مضاف إليه، وهذا إعرابه إن أضيف لظاهر، فإن أضيف لضمير، كان ملحقاً بالمثنى فيعرب بالحروف. قوله: { آتَتْ أُكُلَهَا } ألخ، هذا كناية عن نموها وزياداتها، فليست كالأشجار يتم ثمرها في بعض السنين وينقص في بعض.

قوله: { وَفَجَّرْنَا } أي شققنا. قوله: (يجري بينهما) أي ليسقي أرضه ومواشيه بسهولة. قوله: { وَكَانَ لَهُ } أي لأحدهما. قوله: { ثَمَرٌ } المراد به أمواله التي هي من غير الجنتين، كالنقد والمواشي، وسمي ثمراً لأنه يثمر أي يزيد. قوله: (بفتح الثاء والميم) الخ، القراءات الثلاث سبعية. قوله: (وهي جمع ثمرة) أي بفتحتين، وهذا على كل واحد من الأوجه الثلاثة، فالمفرد لا يختلف، وإنما الاختلاف في الجمع، فقوله: (كشجرة) الخ لف ونشر مرتب.

قوله: { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ } حاصل مقالات الكافر لصحابه المؤمن ثلاث، وكلها شنعية، الأولى { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ } الخ، الثانية { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } الخ، الثالثة { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } الخ. قوله: (يفاخره) أي يراجعه بالكلام الذي فيه الافتخار. قوله: { أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً } الخ، { أَنَا } مبتدأ، و { أَكْثَرُ } خبره، و { مِنكَ } متعلق بمحذوف حال من مالاً و { مَالاً } تمييز محول عن المبتدأ، والأصل مالي أكثر منك، فحذف المبتدأ، وأقيم المضاف إليه مقامه فانفصل، وجعل المبتدأ في الأصل تمييزاً، ويقال في قوله: { وَأَعَزُّ نَفَراً } ما قيل هنا. قوله: (ويريه أثارها) أي بهجتها وحسنها، وفي نسخة أثمارها وهي ظاهرة. قوله: { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } الجملة حالية من فاعل { دَخَلَ }. و { لِّنَفْسِهِ } مفعوله واللام زائدة. قوله: { قَائِمَةً } أي كائنة وحاصلة. قوله: (على زعمك) دفع بهذا ما يقال إنه ينكر البعث، فكيف يقول ذلك؟ فأجاب بأنه مجاراة له في زعمه. قوله: (مرجعاً) أشار بذلك إلى أن { مُنْقَلَباً } تمييز وهو اسم مكان من انقلاب بمعنى الرجوع، والمراد عاقبة المآل.

قوله: { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } أي وهو المؤمن، وقد رد المقالات الثلاث على طريق اللف والنشر المشوش. قوله: { أَكَفَرْتَ } الاستفهام للتوبيخ والتقريع، والمعنى لا ينبغي ولا يليق منك الكفر بالذي خلقك الخ، وهذا رد للمقالة الأخيرة. قوله: { رَجُلاً } مفعول ثاني لسواك لأنه بمعنى (صيرك) كما قال المفسر. قوله: { لَّٰكِنَّاْ } استدراك على قوله: { أَكَفَرْتَ } كأنه قال: أنت كافر بالله، لكن أنا مؤمن، واختلف القراء في وصل { لَّٰكِنَّاْ } فبعضهم يثبت ألفاً بعد النون، وبعضهم يحذفها، وفي الوقف تثبت قولاً واحداً لثبوتها في الرسم. قوله: (أو حذفت الهمزة) أي من غير نقل، فقوله: (ثم أدغمت النون) أي بعد تسكينها بالنسبة للنقل، وعلى الثاني فهي سكانة فتدغم حالاً. قوله: (ضمير الشأن) أي فهو مبتدأ، والجملة بعده خبره، ولا تحتاج لرابط لأنها عينة في المعنى، وهو معها خبر عن (أنا) والرابط الياء من { رَبِّي }. قوله: { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } مراده لا أكفر به، لأن إنكار البعث كفر.