الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً } * { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُنْ لَّهُ شَرِيكٌ فِي ٱلْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ ٱلذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }

قوله: (وكان صلى الله عليه وسلم) أشار بذلك إلى سبب نزولها وحاصله " أنه سجد صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فجعل يقول في سجوده: يا الله، يا رحمن، فقال أبو جهل: إن محمداً ينهانا عن آلهتنا وهو يدعو إلهين " قوله: (إلهاً آخر) أي وهو الرحمن، ظناً منهم أن المراد به مسيلمة الكذاب، لأن قومه كانوا يسمونه رحمان اليمامة، قال بعضهم في حقه:

سميت بالمجد يا ابن الأكرمين أباً   وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا
وهجاه بعض المسلمين بقوله:

سميت بالخبث يا ابن الأخبثين أباً   وأنت شر الورى لا زلت شيطانا
قوله: (أي سموه بأيهما) أي اذكروا في غير نداء. قوله: (أو نادوه) تفسير ثان لقوله: { ٱدْعُواْ } فعلى الأول يكون ناصباً لمفعولين: أولهما محذوف تقديره معبودكم، وعلى الثاني يكون ناصباً لمفعول واحد. قوله: (بأن تقولوا يا الله يا رحمن) أشار بذلك إلى أن أسماء الله توقيفية، فلا يجوز لنا أن نسميه باسم غير وارد في الشرع، قال صاحب الجوهرة: واختبر أن أسماء توقيفية. قوله: { أَيّاً } (شرطية) أي منصوبة بتدعو، فهي عاملة ومعمولة، والمضاف إليه محذوف قدره المفسر بقوله: (أي هذين). قوله: { فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ } هذه الجملة جواب الشرط، وهو ما اشتهر على ألسنة المعربين، وقدر المفسر جوابه بقوله: (فهو حسن) فتكون الجملة دليل الجواب، والأسماء جمع اسم، وهو اللفظ الدال على ذات المسمى، وأسماؤه تعالى كثيرة، قيل ثلاثمائة وقيل ألف وواحد، وقيل مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، عدد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لأن كل نبي تمده حقيقة اسم خاص به، مع امداد بقية الأسماء له لتحققه بجميعها، وقيل ليس لها حد ولا نهاية لها على حسب شؤونه في خلقه، وهي لا نهاية لها، والحسنى إما مصدر وصف به، أو مؤنث أحسن، كأفضل وفضلى، فأفرد لأنه وصف جمع القلة لما لا يعقل، فيجوز فيه الإفراد والجمع، وإن كان الأحسن الجمع، قال الأجهوري:

وجمع كثرة لما لا يعقل   الأفصح الإفراد فيه يأفل
وغيره فالأفصح المطابقة   نحو هبات وأفرات لائقة
وحسن أسمائه تعالى، لدلاتها على معان شريفة هي أحسن المعاني، لأن معناها ذات الله أو صفاته. قوله: (كما في الحديث) أي ونصبه " إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة، هو الله الذي لا إله إلا هو " " إلى آخر الرواية التي ذكرها المفسر واختارها، وإن كان الحديث وارداً بأوجه خمسة، لكونها أصح الروايات الواردة، ومنها: " إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة غير واحد، إنه وتر يحب الوتر، وما من عبد يدعو بها إلا وجبت له الجنة " ومنه: " إن " لله تسعة وتسعون اسماً، من احصاها كلها دخل الجنة، أسأل الله تعالى، الرحمن الرحيم، الإله الرب "

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد