الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

قوله: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ } الجملة في محل نصب حال من الواو فيوَيَجْعَلُونَ } [النحل: 57] والمراد بالبشارة الإخبار. قوله: (صار) أشار بذلك إلى أن { ظَلَّ } ليست على بابها من أنها تدل على الإقامة على تلك الصفة نهاراً، بل المراد منها الانتقال من حالة لأخرى. قوله: { مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ } أي من أجل سوء الأنثى التي بشر بها، وسوءها من حيث إنه يخاف عليها الزنا ويتحمل عارها، وكونها لا تكتسب وغير ذلك. قوله: (متردداً) قدره إشارة إلى أن قوله: { أَيُمْسِكُهُ } الخ، معمول لحال محذوفة، ولا يصلح أن يكون حالاً لأنه جملة طلبية. قوله: { عَلَىٰ هُونٍ } حال من المفعول، والمعنى أيمسكه مهيناً له. قوله: { أَمْ يَدُسُّهُ } أي يخفيه. قوله: (بأن يئده) الوأد دفن البنت حية. قوله: (بهذا المحل) أي الرقبة، وهي الحقارة والذل. قوله: (أي الصفة السوأى) أشار بذلك إلى أن قوله: { مَثَلُ ٱلسَّوْءِ } من إضافة الموصوف لصفته، والسوأى بضم السين والقصر بوزن طوبى. قوله: { وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } أي فصفات الله أعلى الصفات، وصفات الكفار أخسها، حيث ينسبون لله ما يكرهون لأنفسهم، مع كونه منزهاً عن صفات الحوادث. قوله: { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } (في ملكه) أي الغالب فلا يعجزه شيء. قوله: { ٱلْحَكِيمُ } (في خلقه) أي يضع الشيء في محله.

قوله: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ } الخ. أي لو يعجل الله للناس العقوبة بسبب عصيانهم، لم يبق أحداً. قوله: { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } الضمير عائد على الأرض المفهومة من السياق، لأن الدابة ما دب على وجه الأرض. قوله: { مِن دَآبَّةٍ } { مِن } زائدة في المفعول، ووجه هلاك الجميع، أن الله تعالى يمسك السماء عن المطر، والأرض عن النبات، فإذا حصل ذلك، هلك كل مرزوق، لأن كل دابة محتاجة للقوام، فإذا أمسك قوامها هلكت عن آخرها، وهو أقرب ما يقال في ذلك.

قوله: { وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } أي لكن سبقت حكمة الله، بأن الدنيا تصير عماراً، إلى أن تنقضي المدة التي قدرها الله تعالى، فإذا كان كذلك، فلا يعاجلهم بالعقوبة، بل يوفيهم أرزاقهم وآجالهم، لغلبة الرحمة على الغضب، فلو عاجلهم بالعقوبة، لكان الغضب غالباً على الرحمة، وهو خلاف ما سبق علمه به. قوله: { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } أي لايتقدمون على الأجل المعين الذي حضر. إن قلت: إنه لا يحسن ترتبه على الشرط لأن الأجل إذا جاء، لا يتوهم التقدم عليه إذ هو مستحيل، ولا ينفى إلا ما يتوهم ثبوته. أجيب: بأن قوله: { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } معطوف على جملة الشرط، وجوابه كأنه قال: فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون عنه ساعة، وإذا لم يجىء لا يتسقدمون عليه.