الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ }

قوله: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } أي ما تخفون من العقائد والأعمال، وما تظهرونه من ذلك. قوله: (بالياء والتاء) فهما قراءتان سبعيتان في قوله: { يَدْعُونَ } فقط، وأما { تُسِرُّونَ } و { تُعْلِنُونَ } فبالتاء الفوقية سبعية، والياء التحتية شاذة. قوله: { لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } ليس تكراراً مع قوله:أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ } [النحل: 17] لأنه أولاً أفاد أنهم لا يخلقون شيئاً، وهنا أفاد أنهم مع كونهم لم يخلقوا شيئاً، هم مخلوقون، ففيه زيادة فائدة. قوله: (خبر ثان) أي والأول قوله: { يُخْلَقُونَ } وقوله: { وَمَا يَشْعُرُونَ } خبر ثالث. قوله: (أي الخلق) ويصح أن يعود الضمير على الأصنام، والمعنى أن الأصنام لا تشعر متى يبعثها الله، قال ابن عباس: إن الله تعالى يبعث الأصنام، لها أرواح ومعها شياطينها، فتتبرأ من عابديها، فيأمر الله بالكل إلى النار.

قوله: { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ } هذا نتيجة ما قبله، أي فحيث ثبت أنه الخالق لتلك الأشياء المتقدم ذكرها، فقد تقرر أنه المعبود المتصف بالوحدة في الذات والصفات والأفعال، فلا شريك له فيها قوله: { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } أي لا يصدقون بها، وما يحصل فيها من بعث وحساب وجزاء وهذا نتيجة قوله:أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [النحل: 1] وحينئذ فيكون المعنى: أتى أمر الله، فآمنوا وصدقوا أخبارنا ولا تنكروها، فالذين لا يؤمنون الخ. قوله: (متكبرون) أشار بذلك إلى أن السين مزيدة للتوكيد.

قوله: { لاَ جَرَمَ } تقدم أن فيها ثلاثة أوجه، أحسنها أن { لاَ } نافية، ومنفيها محذوف، و { جَرَمَ } فعل ماض بمعنى حق وثبت، وأن وما دخلت عليه في محل رفع فاعل، وحينئذ يصير المعنى: لا عبرة بإنكار الكفار واستكبارهم، بل حق وثبت، علم الله بما يسرونه وما يعلنونه، وعلى هذا فقول المفسر (حقاً) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره حق حقاً. قوله: (بمعنى أنه يعاقبهم) روي عن الحسين بن علي أنه مر بمساكين قد قدموا كسراً لهم وهم يأكلون فقالوا: الغذاء يا أبا عبدالله، فنزل وجلس معهم وقال: { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } ثم أكل، فلما فرغوا قال: قد أجبتكم فأجيبوني، فقاموا معه إلى منزله، فأطعمهم وسقاهم وأعطاهم فانصرفوا، وفي الحديث " إن المتكبرين يحشرون أمثال الذر يوم القيامة، تطؤهم الناس بأقدامهم لتكبرهم " قوله: (ونزل في النضر بن الحرث) أي في شأنه وسببه. وكان عنده كتب التواريخ، ويزعم أن حديثه أحسن مما أنزل على محمد.