الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى ٱلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } * { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } * { وَعَلامَاتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } * { أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } * { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { وَمَا ذَرَأَ } معطوف علىٱلَّيلَ } [النحل: 12]، ولذا قدر المفسر الفعل. قوله: (من الحيوان والنبات) فهي مذللة لبني آدم، ينتفعون بها ولا يعجزون عنها. قوله: (وغير ذلك) أي كالأحجار والمعادن والأنهار. قوله: { مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ } أي وطعومه.

قوله: { وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلْبَحْرَ } أي عذباً وملحاً. قوله: (لركوبه) أي بالسفن والعوم. قوله: (والغوص) أي النزول فيه. قوله: { لَحْماً طَرِيّاً } وصف بالطراوة لأنه يسرع إليه الفساد، وحكمة ذلك، انتفاع الناس به، وعدم عزته عن الفقراء، وإلا فلو كان يمكث من غير فساد، لادّخره الأغنياء، وحرموا منه الفقراء. قوله: { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ } أي البحر وهو الملح فقط. قوله: (والمرجان) هو عروق حمر تطلع من البحر كأصابع الكف. قوله: (عطف على لـتأكلوا) أي وما بينهما اعتراض. قوله: (بالتجارة) أي فيسافرون لها في البحر، ويقدمون في أقل ومن. قوله: { أَن تَمِيدَ } قدر المفسر " لا " ليصح الكلام، لأن جعل الجبال في الأرض، لأجل عدم الميد، لا لأجل حصوله، والمراد بالميد، الميل والتحرك والاضطراب. قوله: (طرقاً) أي في الجبال. قوله: { وَعَلامَاتٍ } أي أمارات. قوله: { وَبِٱلنَّجْمِ } المراد به الثريا وبنات نعش والفرقدان والجدي، فيهتدي بها إلى الطريق والقبلة.

قوله: { أَفَمَن يَخْلُقُ } أي أتسوون بين الخالق لتلك الأشياء العظيمة والنعم الفخيمة، وبين من لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً، فضلاً عن غيره، والكلام على القلب، والتقدير: أفمن لا يخلق كمن يخلق؟ لأنهم يشبهون من لا يخلق بمن يخلق في العبادة، وإنما أتى العبارة مقلوبة، زيادة في التشنيع عليهم. قوله: (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري.

قوله: { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } هذا تذكير إجمالي، بعد تفصيل بعض النعم. قوله: (حيث ينعم عليكم مع تقصيركم) أي ولم يقطع نعمة عنكم بسبب ذلك، بل وسعها عليكم.