الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ } * { وَٱسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } * { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ }

قوله: { وَمَا لَنَآ } أي أي شيء ثبت لنا. قوله: (أي لا مانع لنا من ذلك) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: { وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } أي أرشدنا إلى طرقنا الموصلة للسعادة العظمى. قوله: { وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا } أي فلا نبالي بكم ولا بإذايتكم. قوله: (على أذاكم) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية. قوله: { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } أي يدوموا على التوكل.

قوله: { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي المتعنتون المتمردون. قوله: { لَنُخْرِجَنَّـكُمْ مِّنْ أَرْضِنَآ } أي فلا تخالطونا، بل أريحونا من هذا التعب. قوله: (لتصيرن) دفع بذلك ما يقال: إن العود يقتضي أنه سبق لهم التلبس بملتهم، مع أن الرسل معصومون من ذلك؛ فأجاب المفسر: بأن المراد بالعود الصيرورة، أي لتصيرن داخلين في ملتنا.

قوله: { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } أي إلى الرسل بعد هذه المقالات لليأس من إيمانهم قوله: { لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّالِمِينَ } أي نستأصلهم بالهلاك، فلا يبقى منهم أحد. قوله: { ذٰلِكَ } مبتدأ خبره قوله: { لِمَنْ خَافَ } الخ. قوله: (أي مقامه بين يدي) أي موقفه عندي يوم القيامة. قوله: { وَخَافَ وَعِيدِ } (بالعذاب) في هذه الآية إشارة إلى أن الخوف من الله غير الخوف من وعيده، لأن العطف يقتضي المغايرة. قوله: { وَٱسْتَفْتَحُواْ } أي طلب الرسل الفتح من الله، لما أيسوا من إيمان قومهم. قوله: (استنصر الرسل) أي طلبوا من الله النصر.

قوله: { وَخَابَ } معطوف على مقدر، والتقدير فنصروا وخاب الخ. قوله: (خسر) أي في الدنيا والآخرة. قوله: (متكبر عن طاعة الله) أي متعظم في نفسه، محتقر لما سواه، قوله: (أي أمامه) أي فالوراء يستعمل في الأمام والخلف، فهو من الأضداد، وقيل هو اسم لما توارى عنك، سواء كان من خلفك أو من أمامك. قوله: { صَدِيدٍ } بدل أو عطف بيان قوله: (هو ما يسيل) الخ، وقيل هو ما يسيل من فروج الزناة يسقاه الكافر.